للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علانية ويظهر فيه قبح رائحة الكفار وسواد وجوههم (١).

الترجيح:

وعليه فالراجح أنه لا يكره السواك للصائم سواء أكان قبل الزوال، أو بعده، وقد وردت في ذلك أخبار لا تخلو من مقال ولعل أقواها ما نقل عن ابن عمر أنه كان يستاك آخر النهار وهو صائم.

[مسألة - يسن السواك للصائم قبل الزوال بعود يابس ويباح بعود رطب.]

وهذا التفريق بين الرطب واليابس؛ لأن السواك الرطب يغلب على الظن أنه يتحلل منه أجزاء وتصيب الفم وقد تدخل إلى الداخل.

فأصبح عندنا ثلاث حالات للصائم مكروه له بعد لزوال، مسنون له قبل الزوال إن كان بعود يابس، مباح له قبل الزوال إن كان بعود رطب.

والسنة أحد أسماء المندوب بل نقل الشيخ أبو طالب أن السنة أعلى درجات المندوب وهو ما يعظم أجره، والمباح لا يأثم المرء بتركه ولا يؤجر بفعله بخلاف المسنون فإنه يؤجر بفعله وإن كان لا يأثم بتركه.

والراجح عدم التفريق بين هذه الحالات وأن السواك مسنون مطلقا للصائم في جميع الأوقات؛ لأن فيه مرضاة للرب، بشرط أن يأمن وصول شيء إلى جوفه.

ـ[ولم يصب السنة من استاك بغير عود .. ]ـ

[مسألة - لم يصب السنة من استاك بغير عود.]

أي بالإصبع أو بخرقة ونحو ذلك. قال موفق الدين في "المغني" (١/ ٧٢): (وإن استاك بأصبعه أو خرقة،

فقد قيل: لا يصيب السنة؛ لأن الشرع لم يرد به، ولا يحصل الإنقاء به حصوله بالعود، والصحيح أنه يصيب بقدر ما يحصل من الإنقاء، ولا يترك القليل من السنة للعجز عن كثيرها).

وكلام الموفق مبني على أن علة استعمال السواك هي الإنقاء فقط، وقد ثبت


(١) انظر الوابل الصيب (ص/٣٠).

<<  <   >  >>