للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكلمة الأجنبية بتعدد اللغات فيها. قال ابن خالويه: " إن العرب إذا أعربت اسما من غير لغتها أو بنته اتسعت في لفظه لجهل الاشتقاق فيه" (١).

(مُتْكًا) (٢): لفظة قبطية أو حبشية، معناها: الأترج. وقد وردت في قوله تَعالى: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} (٣). وقد قرئت بأكثر من وجه، وذكر القرطبي أنها من الألفاظ المعربة فقال: "مُتْكَاً" مخففا غير مهموز، والْمُتْكُ هو الأُتْرُجُّ بلغة القِبْطِ، وكذلك فسره مجاهد" (٤). وكذلك ذكره السيوطي (٥) على أنه الأُتْرُجُّ بلغة الحَبَشَةِ. ويذكر ابن حسنون أنها من موافقات العربية للقِبْطِيَّةِ (٦).

وأما الزبيدي فقال: " سُمِّيت الأَتْرُجَّةُ مُتْكَةً لأَنَّها تُقْطَعُ. وقال الجَوّهَرِيُّ: قال الفَرّاءُ: حَدَّثَني شَيخٌ من ثِقاتِ أَهْلِ البَصْرَةِ أَنّه الزُّماوَرْدُ وبكُل مِنْهُما فُسِّر قولُه تَعالى: {وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتْكًا} بضَم فسُكُون، وهي قِراءةُ ابنِ عَبّاس ... وأَما الزُّهْرِيّ وأَبو جَعْفَرٍ وشَيبَةُ فإِنهم قَرَءُوا: "مُتَّكًا" مُشَدَّدَةً من غَيرِ هَمْزٍ، وقرأَ الحَسَنُ "مُتَّكاءً"، بزيادَةِ الأَلفِ، وزنه مُفْتَعال، وقراءةُ النّاس "مُتَّكأ"، وَزْنه مَفْتَعَلٌ، وقد وَجَّهَ لكُل من ذلك ابنُ جِني في كِتابِه". [التاج: وكأ].

(غَسَاقٌ) (٧): لفظة تركية، معناها بلسانهم: البارد المنتن. وردت في قوله تعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} (٨). وقد تعددت فيها القراءة، وذكرها كثير من العلماء فيما عربته العرب.


(١) الحجة: ٨٥.
(٢) انظر هذه القراءات في: معاني القرآن للفراء: ٢/ ٤٢، وجامع البيان: ١٦/ ٧٤، ومعالم التنزيل: ٤٢٣٧، جامع الحكام: ٩/ ١٧٨، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ٤٢٠.
(٣) يوسف: ٣١.
(٤) الجامع: ٩/ ١٧٨.
(٥) الإتقان: ١/ ١٦٢.
(٦) اللغات في القرآن: ١/ ١/٣، وانظر مفردات الراغب: ١/ ٧٤
(٧) مخففة قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو، وابن عامر وعاصم وشعبة وأبي جعفر، ويعقوب، والباقون بالتشديد، انظر: السبعة لابن مجاهد: ٥٥٥، والتيسير للداني: ١٢٢، والعنوان لابن خلف: ٢٩، البحر لأبي حيان: ٩/ ٣٥٠، والدر المصون: ٦/ ٤٢٩، ومعجم القراءات لمختار: ٤/ ٢٣٧.
(٨) سورة ص: ٥٧.

<<  <   >  >>