للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: أنه مشتق من غَسَقَ الجرح يَغْسِقُ أي يسيل ويقطر، ومعناه: ما استقذر من عصارة أهل النار.

الثاني: أنه بالتخفيف اسم موضوع للزمهرير، أو لِلْمُنْتَنِ. وهذا الوجه يتطابق مع من قال بأنها تركية تعني بلسانهم البارد المنتن. ولكن الزبيدي لم يشر إلى كونها معربة مع اشتهارها في كتب الغريب.

(اسْتَبْرَقَ) (١): لفظة فارسية تعني: غيظ الديباج، وردت في قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} (٢). وقرئ بقطع الهمزة ووصلها، وهو عند من قطع الهمزة معرب، وعند من وصلها عربي مشتق من البرق على زنة استفعل.

ذكره أبو البقاء الكفومي فقال: " (إستبرق) من ديباج غليظ بلغة العجم أصله (استبرك) " (٣).

وقال الجواليقي:" الإستبرق: غليظ الديباج، فارسي معرب، وأصله (استفره)، وقال ابن دريد: (استروه)، ونقل من الأعجمية إلى العربية " (٤).

ويذكر الزبيدي أيضا أن "الإِستبرَق": هو الدِّيباجُ الغَلِيظُ، ويصرح من البداية أنه مُعَرَّبٌ، فيقول: " مُعَرَّب اسْتَرْوَه، وقيل: اسْتَفْرَه، وقيل: اسْتَبْرَه، واختلف في أصله فقيل: فَارِسِيٌّ، وقيل: سُرْيَانِيٌّ". وعلى الرغم من أنه نَقَلَ الإجماعَ في عُجْمَتِهِ إِلَّا أَنَّ بعضَ الآراءِ قَالتْ بِعَرَبِيَّتِهِ، قيل: (اسْتَفْعَلَ) مِنْ بَرَقَ، ومَنْ قال بهذا جعلَ همزتَهُ للوصلِ، وقرأ ابنُ مُحَيْصِنٍ "اسْتَبْرَقَ" بوصل الهمزة.

[التاج: برق].

قال القرطبي: "وقرئ "اسْتَبْرَق" بوصل الهمزة والفتح على أنه سُمِّيَ بـ (اسْتَفْعَل) من البريق، وليس بصحيح أيضا؛ لأنه مُعَرَّبٌ مَشْهُورٌ تَعْرِيبُهُ، وأن أصله "إستبرك"" (٥).


(١) قراءة ابن محيصن ورويس وورش وأبي جعفر وابن جماز، انظر: جامع البيان: ٢٤/ ١١٣، وجامع الأحكام: ١٩/ ١٤٦، وإعراب القرآن للنحاس: ٥/ ١٠٤، ١٠٥، معجم القراءات لمختار: ٥/ ٣٢.
(٢) الرحمن: ٥٤.
(٣) كتاب الكليات: ١٦١.
(٤) المعرب من الكلام الأعجمي: ٦٣.
(٥) الجامع: ١٩/ ١٤٦.

<<  <   >  >>