للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أنماط المماثلة:

١ - المماثلة التقدمية المقبلة: وفيها يكون اتجاه التأثير من الأصوات السابقة على الأصوات التي تليها، نحو: (غُرُفَات) حيث أثرت ضمة الغين (وهي فاء الكلمة) على حركة الراء (وهي عين الكلمة) فأدت إلى ضمها.

٢ - المماثلة التراجعية المدبرة: وفيها يكون اتجاه التأثير للأصوات اللاحقة على الأصوات السابقة نحو: تتغير حركة الراء في "امْرُؤٌ، امْرَأً، امْرِئٍ " بحسب حركة الهمزة.

ويمكن ترتيب الأصوات الصائتة القصيرة في اللغة العربية الفصحى من الخفيف إلى الثقيل كما يلي: الفتحة، فالكسرة، فالضمة، وهي أثقلها. واختلفت اللهجات العربية في هذه الأصوات فَتَسْتَعْمِلُ لهجةٌ ما الفتحةَ مكان الكسرة أو الضمة، في حين أن الكسرة أو الضمة مستخدمتين في نفس الموضع في لهجة أخرى. وقد درس أحد الباحثين (١) هذه الظاهرة، وانتهى إلى أن القبائل التي سكنت الحواضر كانت تميل إلى الأخف فتستعمل الفتح في موضع الكسر أو الضم نحو القبائل التي سكنت الحجاز. أما القبائل التي سكنت البادية، نحو: قَيْسٍ وتميمٍ، وأَسَدٍ فكانت تميل إلى الكسر وتستخدمه في موضع الفتح عند الحضريين (٢).


(١) اللهجات العربية في القراءات القرآنية لعبده الراجحي: ١٢٢.
(٢) ومن الملاحظ الغريب أن هذه القاعدة قد انعكست الآن، حيث إن أهل الحضر هم
الذين يميلون إلى كسر المفتوح، فيقولون: "شِهِق" في:"شَهِقَ".

<<  <   >  >>