للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من لغات العرب، قال: وكذلك قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} (١) و {أَمَّنْ لا يَهِدِّي} (٢) و {يَخِصِّمُونَ} (٣) وأشباه ذلك قال: ولا يُعْتَبَرُ بقول القراء: إِنَّ هذا ونحوه مُدْغَمٌ؛ لأنهم لا يحصلون هذا الباب، ومن جمع بين ساكنين في موضع لا يصح فيه "اختلاس" الحركة فهو مخطئ كقراءة حمزة في قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا} (٤)؛ لأن سين الاستفعال لا يجوز تحريكها بوجه من الوجوه ". [التاج: روم].

وفي حديث الزبيدي السابق تعرض لثلاثة مصطلحات صوتية هي:

(١) الاختلاس. (٢) الروم. (٣) الإشمام.

• أما "الاخْتِلاسُ" فهو الإسراع بالحركة حال النطق بها فيختطفها اختطافا، فلا يحقق النطق بها كاملا، وعكسه "الإِشْبَاعُ"، وقد تناول سيبويه هاذين المصطلحين في أحد أبواب كتابه وعنون له بـ "هذا باب الإشباع في الجر والرفع وغير الإشباع والحركة كما هي "ثم قال ما نصه: "فأما الذين يشبعون فيمططون، وعلامتها واو وياء، وهذا تحكمه لك المشافهة وذلك كقولك: يضربها، ومن مأمنك. وأما الذين لا يشبعون فيختلسون اختلاسا" (٥).

وعنه أن أبا عمرو كان يختلس الحركة في {بَارِئكُم} (٦) و {يَأْمُركُم} (٧) وما أشبه ذلك مما تتوالى فيه الحركات، فيرى من سمعه أنه قد أسكن ولم يسكن (٨).

• وأما "الرَّوْمُ" فهو "أن" تأتي بالحركة مع إضعاف صوتها، أي إخفائها؛ لأنك تروم الحركة مختلسا لها، ولا تتمها " (٩)، وقال السيوطي: "هو ضعف


(١) الحجر: ٩. انظر: معجم القراءات لمختار: ٢/ ٥٢٧.
(٢) يونس: ٣٥.
(٣) يس: ٤٩.
(٤) الكهف: ٩٧.
(٥) الكتاب: ٢/ ٢٩٧.
(٦) البقرة: ٥٤.
(٧) البقرة: ٦٧، ٩٣، ١٦٩، وآل عمران: ٨٠، والنساء: ٥٨.
(٨) انظر: الحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ١٢، ٢٤.
(٩) حاشية الصبان على شرح الأشموني: ٤/ ١٣٧.

<<  <   >  >>