للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مخرج الصدق ومخرج الكذب]

وأما مخرج الصدق فكخروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر هو والصحابة، فقد تركوا وراءهم كل شيء وخرجوا إلى الله عز وجل، فأعطاهم الله عز وجل الغنائم وأحلها لهم، وما أحلت لبشر قبلهم قبل هذا اليوم، وانتصر الإيمان على الكفر.

وأما مخرج الكذب فكخروج أبي جهل لما قالوا له: قد أفلتت العير من محمد فلا داعي لبقائك في بدر، فقال: لا والله، حتى تعزف القيان ونشرب الخمور، وحتى تسمع بنا العرب فلا تزال تخافنا أبد الدهر، فأذله الله عز وجل في هذا اليوم، وفي لحظاته الأخيرة برك على صدره عبد الله بن مسعود، والكذاب كذاب حتى آخر لحظة، ففي لحظة خروج نفسه قال: لمن الدائرة اليوم يا رويعي الغنم! -رويعي الغنم وهو راكب على صدره! - قال: لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فقد أخزاك الله يا فرعون! هذه الأمة.

فهذا كان خروج كذب.