للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أسباب ضياع القدس من المسلمين]

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

ثم أما بعد: لقد كان تقسيم فلسطين بقرار من الأمم المتحدة، وكان تحت الانتداب البريطاني ووعد بلفور، واجتمع الخونة كلهم على بلاد المسلمين، وسقطت القدس، ثم أتت بعد ذلك حرب (١٩٦٧م) لتكمل على البقية الباقية، وغُيّب دين الله عز وجل عن المعركة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض والنصر، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا فليس له عند الله من نصيب)، فعندما يُغيّب الإسلام عن المعركة وتكون المعركة علمانية بحتة يضيع ملك المسلمين.

فضاعت فلسطين وسط الاتفاقيات، ومن المخزي أن في يوم (٢٨) سبتمبر عام (١٩٩٥م) بعد توقيع اتفاقية توسع الحكم الذاتي الفلسطيني في واشنطن دخل رابين مع عرفات بعض المتاحف، وكانت هناك خطبة لـ رابين وخطبة لـ عرفات؛ فبدأ عرفات بالخطبة ثم تلاه رابين، فأنصت إلى عرفات جيداً، ثم قال: في تراثنا اليهودي قول مأثور: أن رياضة اليهودي هي فن الخطابة، ثم بعد فترة من الصمت وبكثير من الجدية قال مخاطباً عرفات: بدأت أعتقد أيها الرئيس عرفات أنك قد تكون يهودياً! وهنا علا الضحك واستمر التصفيق.

يقول الشاعر عن القدس: سافرت فيك ولم يزل يحلو السفر سفري يصارع كل أشكال الوهن سافرت فيك وأنتِ عذراء الوطن سافرت فيكِ ولستِ خضراء الدمن لا أصل جدكِ ساقط لا فرع أمك هابط لا اسم أهلكِ يغتبن يا عطر كل الأنبياء المخلصين يا زهر كل الأولياء المتقين من قال اسمك ممتهن؟ من قال سيفك يرتهن؟ هذا حديث الإفك مصنوع ومدفوع ومقبوض الثمن قديسة الآباء والأجداد والتاريخ والفرع الحسن قديسة الترب المبارك حوله يا حبنا يا قدسنا قديسة الرؤيا الجليلة والأماني والصور سافرت فيكِ وفوق راحلتي عمر وأنا رفيق ركابه والقدس في مرمى البصر وصهيل خيلكِ في الشمال وفي الجنوب وفي البوادي والحضر وفوارس الجيل العظيم تدق أبواب الظفر وأبو عبيدة والمثنى وابن وقاص وخالد في دمي وسيوفهم نشوى تذود عن الأقصى الخطر عمري على مهري ومهري فوق ساحكِ لا يبالي بالجنود وبالقرود وبالذباب وبالحمر سافرت فيكِ وحبنا ينمو على لهب الطهارة والغضب فلترضعيه من الشرايين التي لم تأكل الثمر المحرم لم تصل للكراسي والركب فلترضعيه من الشرايين التي ما لاكت الكذب الشريف ولا نمت في حضن حاملة الحطب فلترضعيه من الشرايين التي ما حاصرت شعب الصمود ولم تذل للمستبد أبي لهب فلترضعيه من الشرايين التي لم تحتسي بحر السراب ولم تلقن من مسيلمة الكذب فلترضعيه من الشرايين التي ما سلمت لبني قريظة دينها أو أنفها أو سيفها أو حرفها أو أغلى صباح يرتقب لن تعود القدس إلا حينما تكون الراية إسلامية بحتة، ولن تفتح القدس إلا على يد رجال مثل صلاح الدين الأيوبي.

وعندما أرسل إليه الفرنجة يفاوضونه في القدس قال: القدس مسرى نبينا ومجتمع الملائكة، لا أستطيع أن أتلفظ بلفظ واحد بين المسلمين عن القدس.

وذلك عندما قالوا له: ضاعت الدماء بسبب القدس هذه! فالحرب بيننا وبين الصليبيين حرب دينية بحتة.

في سنة (١٩٦٧م) في كتاب لبنت موشي ديان اسمه (جندي من إسرائيل) تُرجم إلى أغلب لغات العالم، تقول فيه: كان الجنود الإسرائيليون ترتعد فرائصها منا، قالت: ثم أتى إلينا حاخام من اليهود فاستحال الخوف أمناً، بينما كانت إذاعات العدو -يعني: إذاعات مصر- تقول: قاتل وأم كلثوم معك في المعركة، قاتل أعداء الربيع، قاتل أعداء الحياة، قاتل وعبد الحليم معك في المعركة، فكانت الهزيمة السافرة.

وعندما تكون دينية بحتة، فهؤلاء اليهود قتلة الأنبياء وإخوان القردة والخنازير، وهم من غضب الله تبارك وتعالى عليهم، وهم الذين وضعوا السم لنبيك عليه الصلاة والسلام، وأنهم الذين قتلوا زكريا، وقتلوا يحيى حينها تكون للحرب قيمة؛ أما حين تدافع عن الرمل وعن تراب، صحيح هي بلادنا وفي حدقة أعيننا، ولكن يجب أن يكون الشعار لله عز وجل، فيوم أن دوى شعار (الله أكبر) انتصر المسلمون في (١٩٧٣م)، فلنعد إلى ديننا والعود أحمد.

اللهم أبرم لأمتك من يعلي شأن دينها، اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.

رب اجعلنا لك ذكّارين، لك شكّارين، إليك أواهين مخبتين منيبين.

تقبّل توبتنا، واغسل حوبتنا، واسلل سخائم صدورنا.

بك نستنصر فانصرنا، وعليك نتوكل فلا تكلنا، وإياك نسأل فلا تحرمنا، ولجنابك ننتسب فلا تبعدنا، ولبابك نطرق فلا تطردنا.

اللهم عليك باليهود أعداء دينك، اللهم عليك باليهود أعداء دينك، اللهم عليك باليهود أعداء دينك.

اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً.

اللهم اجعل خلاص البلاد منهم على أيدينا.

اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك تبيض بها وجوهنا يوم نلقاك.

اللهم أقبل بقلوب شباب المسلمين إلى كتابك وسنة نبيك.

اللهم ارزقنا الفقه والإخلاص.

اللهم اهد حكام المسلمين إلى العمل بكتابك وبسنة نبيك.

اللهم اهد حكام المسلمين إلى تحرير بيت المقدس.

اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك.

اللهم أعل هممنا، وانصر المسلمين في الشيشان وفي كشمير وفي الفلبين وفي فلسطين، وانصر المسلمين المستضعفين في كل مكان.