للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جهاد صلاح الدين الصليبيين في حطين والكرك]

وفي موقعة حطين ٢٥ ربيع الآخر سنة (٥٨٣ هجرية) كان فيها ثلاثة وستون ألف فارس صليبي أتوا لقتال صلاح الدين الأيوبي، فبعث صلاح الدين الأيوبي من يمنعونهم من ماء النهر حتى اشتد بهم العطش وحر الظهيرة واجترّهم إلى القتال، وكان هناك حشيش تحت أرجلهم فأمر أن يشعلوا النار عن طريق الرماة، فاشتعلت النار تحت أرجل خيولهم فاضطروا إلى قتاله، وانتهت المعركة بثلاثين ألف أسير وثلاثين ألف قتيل منهم كل الملوك الذين حاربوه، ومنهم البرنس صاحب الكرك، وكان كافراً لكنه شديد الكفر، وكان قد عقد هدنة مع صلاح الدين الأيوبي ثم غدر ووجد قافلة من تجار المسلمين جعلوا يستغيثون فقال: فليجركم محمد! واستباح الأعراب، فنذر صلاح الدين إن مكنه الله منه أن يقتله.

فلما أتوا بالملوك الأسرى واشتد بهم العطش، ومنهم الملك جفري بن جفري ومعه البرنس صاحب الكرك وابن ملك ألمانيا جلس الملك جفري وبجانبه أمير الكرك فلما اشتد بالملك جفري العطش أمر صلاح الدين الأيوبي بماء فشربه، وكان من عادة العرب أنك طالما أعطيت الأسير ماء من عندك أو أكل فهذا كرم كبير منك؛ فأعطاه الملك جفري لأمير الكرك الذي استهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم فقال له صلاح الدين الأيوبي: أنا ما أعطيته هذا الماء إنما أنت الذي أعطيته، ثم قال: استهزأت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائب عنه، فعرض عليه الإسلام فلم يقبل، فقام إلى سيفه فضربه على كتفه فأسقطه ثم حز رأسه وألقاه خارج الخيمة.