للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن " (١).

[كيفية علاج الإعجاب بالنفس من خلال القرآن]

مع كون القرآن شفاء لكل ما يعاني منه الإنسان من أمراض، إلا أن له تأثيره الخاص في علاج مرض الإعجاب بالنفس وتضخم بالذات.

فعندما يتتبع القارئ الآيات التي تتعلق بإزالة أسباب العُجب ومظاهره، ويقف عندها ويتفكر فيها، فإن مدلولاتها ومعانيها تنتقل إلى منطقة اللاشعور داخل العقل، وتشكل جزءًا رئيسيًا من يقينه مما يؤدي إلى تغيير حقيقي في تصوراته عن ربه، وعن نفسه، وعن الكون المحيط به لينطلق السلوك بعد ذلك منسجمًا مع هذا اليقين.

وهناك موضوعات معينة تم طرحها في الصفحات السابقة، علينا أن نتتبعها واحدة تلو الأخرى في رحلاتنا المباركة مع كتاب ربنا، والتي تبدأ من سورة الفاتحة وتنتهي بسورة الناس، ولا يتم الانتقال من موضوع إلى آخر إلا بعد أن يشعر المرء بأخذه كفايته منه وعدم وجود جديد يضيفه، وهذا يختلف من شخص لآخر من حيث كم القراءة، المهم هو النتيجة التي نريد أن نصل إليها من تمكن المعنى المراد الوصول إليه من عقولنا وقلوبنا وربطه بواقعنا وأحداث حياتنا.

وهذه الموضوعات هي:

١ - التعرف على الله القيوم: وقد سبق الإشارة إليه وإلى أهميته في العلاج - بفضل الله ومنته - فى الفصل الأول من هذا الباب، فعلينا أن نبحث في القرآن عن الآيات التي تتحدث عن معنى القيومية وأنواعها وصورها وعبودية التوكل والاستعانة بالله المترتبة عليها.


(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير - المقدمة - ١/ ٤ - مكتبة العبيكان - الرياض.

<<  <   >  >>