للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٣١ - أُويس بن عامر ويقال: ابن عَمْرو القَرَني اليَمَنِيُ العابد.

نزل الكوفة. ⦗٢٢٧⦘

قال البخاري: يماني مرادي في إسناده نظر فيما يرويه.

وَقال البُخاري أيضًا في الضعفاء: في إسناده نظر يروي عن أويس في إسناد ذلك.

قلت: هذه عبارته يريد أن الحديث الذي رُوي عن أويس في الإسناد إلى أويس نظر ولولا أن البخاري ذكر أُويسًا في الضعفاء لما ذكرته أصلا فإنه من أولياء الله الصادقين وما روى الرجل شيئًا فيضعف، أو يوثق من أجله.

وقال أبُو داود: حَدَّثَنَا شعبة قال: قلت لعمرو بن مرة: أخبِرْني عن أويس هل تعرفونه فيكم؟ قال: لا.

قلت: إنما سأل عَمْرًا عنه لأنه مرادي: هل تعرف نسبه فيكم؟ فلم يعرف ولولا الحديث الذي رواه مسلم ونحوه في فضل أويس لما عرف لأنه عبدٌ لله تقي خفي وما روى شيئًا فكيف يعرفه عَمْرو؟ وليس من لم يعرف حجة على من عرف.

وروى سنان بن هارون، عن حمزة الزيات , حدثني بشر، سمعت زيد بن علي يقول: قُتل أويس يوم صفين.

قال ابن عَدِي: حَدَّثَنَا الحسن بن سفيان، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن سلام، سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: ما شبَّهت عَدِي بن سلمة الجزري إلا بأويس القرني تواضعًا.

مبارك بن فضالة، حَدَّثَنَا مروان الأصفر، عن صعصعة بن معاوية قال: كان أويس بن عامر رجلاً من قَرَن وكان من التابعين فخرج به وَضَحٌ وكان يلزم المسجد الجامع مع ناس من أصحابه فدعا الله أن يذهبه عنه فأذهبه ... الحديث بطوله.

هشام الدستوائي، عن قتادة، عن زُرارة بن أوفى، عن أُسير بن جابر قال: كان عمر إذا أتت عليه أمداد اليمن يسألهم: أفيكم أويس بن عامر ... وذكر الحديث بطوله. ⦗٢٢٨⦘

وروى قُرَادٌ أبو نوح، عن شعبة أنه سأل أبا إسحاق وعمرو بن مرة عن أويس فلم يعرفاه.

قال ابن عَدِي: ليس لأويس من الرواية شيء إنما له حكايات ونُتَفٌ في زهده وقد شك قوم فيه، وَلا يجوز أن يُشك فيه لشهرته، وَلا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف بل هو ثقة صدوق.

قال: ومالك ينكر أويسًا يقول: لم يكن.

وقال الجريري، عَن أبي نضرة، عن أسير بن جابر: أن أهل الكوفة وفدوا على عمر فيهم رجل ممن كان يسخر بأويس فقال عمر: ها هنا أحد من القَرَنيين؟ فجاء ذلك الرجل فقال عمر؟ إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له: أويس لا يدع باليمن غير أم له وقد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم.

وقال عفان: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن الجريري، عَن أبي نضرة، عن أسير بن جابر، عن عمر، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن خير التابعين رجل يقال له: أويس بن عامر كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سُرَّتِه. رواهما مسلم.

أبو النضر، حَدَّثَنَا سليمان بن المغيرة، عن الجريري، عَن أبي نضرة، عن أسير قال: كان محدِّثٌ بالكوفة فإذا فرغ تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدًا يتكلم به ففقدته فسألت عنه فقال رجل: ذاك أويس القَرَني قلت: أتعرف منزله؟ قال: نعم قال: فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إليَّ فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ قال: العُرْيُ وكان أصحابه يسخرون به ... ، الحديث بطوله. ⦗٢٢٩⦘

وقال ضمرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عَن أبيه قال: كان أويس يجالس رجلاً من فقهاء الكوفة يقال له: يُسَير ففقده فإذا هو في خُصٍّ له قد انقطع من العُري ... فذكر الحديث بطوله. وزاد: ثم غزا غزوة أذربيجان فمات فتنافس أصحابه في حفر قبره.

وقال يحيى بن سعيد العطار الحمصي: حَدَّثَنَا يزيد بن عطاء الواسطي، عن علقمة بن مرثد قال: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين: عامر بن عبد قيس وأويس وهَرِم بن حيان والربيع بن خثيم، وَأبي مسلم الخولاني ومسروق، وَالحسن ... الحديث بطوله. وهو باطل من هذا السياق.

وأخرج مسلم من حديث معاذ بن هشام، عَن أبيه، عن قتادة، عن زرارة، عن أُسير بن جابر فذكر اجتماع عمر بأُويس وفيه قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يأتي عليكم أُويس القَرَني مع أمداد اليمن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بار لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فاستغفر لي فاستغفر له.

قال: أين تريد؟ قال: الكوفة قال: ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك؟ قال: لا، بل أكون في غُبَّرَات الناس أحب إلي ... الحديث. وفي آخره أنه مات بالحيرة. ⦗٢٣٠⦘

وقال أبو صالح: حَدَّثَنَا الليث، حدثني المقبري، عَن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ليشفعن رجل من أمتي في أكثر من مضر قال أبو بكر: يا رسول الله إن تميما من مضر قال: ليشفعن رجل من أمتي لأكثر من تميم ومضر وإنه أويس القرني.

وقال فضيل بن عياض: أخبرنا أبو قرة السدوسي، عن سعيد بن المُسَيَّب قال: نادى عمر بمنى على المنبر: يا أهل قَرَن فقام مشايخ فقال: أفيكم من اسمه أويس؟ فقال شيخ: يا أمير المؤمنين ذاك مجنون يسكن القفار والرمال قال: ذاك الذي أعنيه إذا عدتم فاطلبوه وبلغوه سلامي فعادوا إلى قرن فوجدوه في الرمال فأبلغوه سلام عمر وسلام رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: عَرَّفني أمير المؤمنين وشهر اسمي ثم هام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثرٍ دهرًا ثم عاد في أيام علي فقاتل بين يديه فاستشهد بصفين فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة.

وقال لُوين: حَدَّثَنَا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: كنا وقوفًا بصِفِّين فنادى منادي أهل الشام: أفيكم أويس القَرَني؟ قلنا: نعم قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول كذا ... يعني يمدحه.

يونس وهشام، عن الحسن قال: يخرج من النار بشفاعة رجل ليس بنبي أكثر من ربيعة ومضر.

قال هشام، عن الحسن: هو أويس.

وقال عبد الوهاب الثقفي: حَدَّثَنَا خالد الحذاء، عَن عَبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء سمع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة وبني تميم.

ورواه أحمد في مسنده، عن ابن عُلية، عن الحذاء. ⦗٢٣١⦘

شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عَن عَبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: خير التابعين أويس القرني.

سفيان الثوري، حدثني قيس بن يُسير بن عَمْرو، عَن أبيه: أن أويسًا القرني عَرِيَ غير مرة فكساه أبي. قال: وكان أويس يقول: اللهم لا تؤاخذني بكبد جائعة، أو جسد عار، انتهى.

وقال ابن حبان في ثقات التابعين: أُويس بن عامر القرني من اليمن من مراد سكن الكوفة وكان زاهدًا عابدًا يروي عن عمر.

اختلفوا في موته فمنهم من يزعم أنه قتل يوم صفين في رَجَّالة علي، ومنهم من يزعم أنه مات على جبل أبي قبيس بمكة ومنهم من يزعم أنه مات بدمشق ويحكون في موته قصصًا تشبه المعجزات التي رويت عنه وقد كان بعض أصحابنا ينكر كونه في الدنيا.

حدثني عبد الله بن الحسين الرَّحبي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد، حَدَّثَنَا قُراد أبو نوح فذكر ما تقدم.

والأثر الذي تقدم عن لُوَين أخرجه أحمد في مسنده، عَن أبي نعيم، عن شريك به وفي آخره، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن من خير التابعين أويسًا القَرَني.

<<  <  ج: ص:  >  >>