للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣١٢٣ - الربيع بن محمود المارديني.]

دجال مفتر ادعى الصحبة والتعمير في سنة ٥٩٩.

وقد سمع سنة بضع وستين وخمس مِئَة من الحافظ ابن عساكر.

أنشدني الوادياشي تينك البيتين للسلفي فعززهما بقوله:

رتن ثامن والمارديني تاسع ... ربيع بن محمود وذلك فاشي. انتهى.

والبيتان اللذان قالهما السلفي هما:

حديث ابن نسطور ويسر ويغنم ... وإفك أشج الغرب ثم خراش

ونسخة دينار ونسخة تربه ... أبي هدبة القيسي شبه فراش

وقرأت بخط العلامة تقي الدين ابن دقيق العيد كتب إلي أبو القاسم عمر بن أحمد يعني ابن أبي جرادة أن عمه أخبره قال: وقال لي أيضًا: يعني الشيخ ربيع بن محمود قال: كنت بمسجد النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتيته أستشيره في شيء فنمت فقال لي: أفلحت دنيا وآخرة ثم انتبهت فسمعته يقول لي وأنا مستيقظ: أفلحت دنيا وآخرة. ⦗٤٥٢⦘

وفي الحكاية طول وذكر أشياء من هذا الجنس وفي آخر الجزء هذه الحكايات عن الشيخ ربيع بخط محمد بن هبة الله ابن أبي جرادة عم أبي القاسم.

وقرأت في فوائد أبي بكر بن العربي حفيد القاضي أبي بكر بن العربي أخبرني الفاضل الزاهد ربيع بن محمود المارديني في رجب سنة تسع وتسعين قال: قدم إلى قلعة ماردين شيخ ممن صحب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصافحه النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا له بطول العمر قال: فذكر لنا أنه وصل إلى ماردين من مدة وليس حول القلعة بناء قال: ثم غبت سنين كثيرة وعدت فرأيت خلقا خارج القلعة ثم غبت وعدت.

قال: وكان حاجباه قد نزلا على عينيه من كبر سنه فسألت ربيعا عن سنه حين رآه فقال: من ستة أعوام إلى سبعة قال: وصافحني ربيع كما صافحه صاحب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال له: هكذا صافحني فوضع يده اليمنى على يدي اليمنى وشد عليها ودعا لي بطول العمر.

قال أبو جعفر الراوي، عَن أبي بكر بن عبد الله بن العربي: تحمل ربيع بن محمود عهدة هذا الرجل.

قلت: وفي سياقه ما يشعر بأن ربيعا لم يكن يدعي التعمير وأما الصحبة فلعل من نقلها عنه أخذها من لازم دعواه أنه سمع من النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليقظة.

وقرأت بخط محمد بن الزكي المنذري سمعت عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الصمد بن أبي جرادة سمعت جدي يقول حججت سنة ٦٠١ - [٤٥٣]-

فاجتمعت بالشيخ ربيع في مكة فعرضت عليه الصحبة إلى حلب فقال: إنما أريد أن أموت ببيت المقدس، وَلا يمكنني التوجه معكم فقال: فرافقته إلى القدس فلما وصلنا إليها اشتد مرضه وأقام بها فوصل إلينا خبر وفاته بالقدس سنة ٦٠٢.

وحكي لنا أنه لما حضرته الوفاة قال لمن عنده: اخرجوا عني فخرجوا فسمعوه يقول: ألمثلي يقال هذا؟ مرتين، أو ثلاثا ثم دخلوا فوجدوه ميتا.

قال: وأوصاهم أن يتولى أمره علي فلم يعرفوا من أراد قال: وفي الوقت قدم علي بن السلار فتولى أمره.

<<  <  ج: ص:  >  >>