للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لا يجوز تمني الموت لضرٍ نزل بالإنسان:

[مسألة: هل يجوز تمني الموت؟]

الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة وتجتمع فيه الأدلة أن المسألة على التفصيل الآتي:

(١) لا يجوز تمني الموت لضرٍ نزل بالإنسان:

(حديث نس الثابت في الصحيحين) قال قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - * لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي.

(٢) يجوز تمني الموت خوف ذهاب الدين:

(حديث ابنِ عَبّاسٍ الثابت في صحيح الترمذي) قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اللّهُمّ إنّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْراتِ وتَرْكَ المُنْكَرَاتِ وحُبّ المَسَاكِينِ وإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ.

وقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالىعنه: اللهم قد ضعفت قوتي وكبرت سني وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مُضيعٍ ولا مقصر، فما جاوز ذلك الشهر حتى قبض رضي الله تعالىعنه.

[من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه:]

[مسألة: هل يجوز لنا أن نكره الموت؟]

(حديث عبادة بن الصامت الثابت في الثابت في الصحيحين) عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).

قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: (ليس ذاك، ولكنَّ المؤمن إذا حضره الموت بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه).

(ما ورد في موت الفجأة:

[مسألة: ما حكم موت الفجأة؟]

الذي دلت عليه السنة الصحيحة وتجتمع فيه أن المسألة على التفصيل الآتي:

(١) موت الفجأة أخذة أسف للعاصي وعليه يحمل الحديث الآتي:

(حديث عبيد الله بن خالد السلمي الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ... موت الفجأة أخذةُ أسف.

(أخذةُ أسف): أي أخذةُ غضب مستفاداً من قوله تعالى: (فَلَمّآ آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) [سورة: الزخرف - الآية: ٥٥]

والمعنى أن موت الفجأة أخذةُ غضب من الله تعالى على عبده لأنه أخذه فجأة فلا يتركه ليستعد لمعاده بالتوبة ولم يمرضه ليكون كفارة لذنوبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>