للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] (ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن أهل القبور يعذبون على جهلهم بالله، وإضاعتهم لأمره، وارتكابهم لمعاصيه، فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده، فعذاب القبر يكون على معاصي القلب، والعين، والأذن، والفم، واللسان، والبطن، والفرج، واليد،، والرجل، والبدن كله، فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتب، ومات على ذلك، كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه، فمستقل ومستكثر، ومصدق ومكذب.

وقد ورد الوعيد بالعذاب في القبر على كثير من المعاصي والذنوب منها ما يلي:

(١) النميمة والغيبة.

(٢) عدم الاستبراء من البول.

(٣) الصلاة بغير طهور.

(٤) الكذب.

(٥) تضييع الصلاة والتثاقل عنها.

(٦) ترك الزكاة.

(٧) الزنى.

(٨) الغلول من المغنم (السرقة)

(٩) الخيانة.

(١٠) السعي في الفتنة بين المسلمين.

(١١) أكل الربا.

(١٢) ترك نصرة المظلوم.

(١٣) شرب الخمر.

(١٤) إسبال الثياب تكبراً.

(١٥) القتل.

(١٧) الموت على غير السنة (البدعة)

(وقال رحمه الله بعد أن ذكر أنواع كثيرة من المحرمات التي يعذب بها الموتى في قبورهم: (وما كان أكثر الناس كذلك، كان أكثر أهل القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب، وبواطنها حسرات وعذاب ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات، وفي باطنها الدواهي والبليات، تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها، ويحق لها وقد حيل بينها وبين أمانيها .. تالله لقدت وعظت لواعظ مقالا، ونادت: يا عمار الدنيا لقد عمرتم داراً موشكة بكم زوالاً، وخربتم داراً أنتم مسرعون إليها انتقالاً هذه دار الاستيفاء، ومستودع الأعمال، وبذر الزرع، وهي محل للعبر، رياض من رياض الجنة، أو حفر من حفر النيران.

ما للمقابر لا تجيب ... إذا دعاهن الكئيب

حفر مسقفة عليهن ... الجنادل والكثيب

فيهن ولدان وأطفال ... وشبان وشيب

كم من حبيب لم تكن ... نفسي بفرقته تطيب

غادرته في بعضهن ... مجندلاً وهو الحبيب

وسلوت عنه وإنما ... عهدي برؤيته قريب

(فاعتبروا يا أولي الأبصار:

(أخي الحبيب: كم من ظالمٍ تعدى وجار، فما راعى الأهل ولا الجار، بينا هو عقد الإصرار، حل به الموت فحل من حلته الأزرار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:٢]

(ما صحبه سوى الكفن، إلى بيت البلى والعفن، ولو رأيته وقد حلت به المحن، وشين ذلك الوجه الحسن، فلا تسأل كيف صار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:٢]

<<  <  ج: ص:  >  >>