للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان المبارك رحمه الله تعالى ـ والد عبد الله ابن المبارك ـ عبدا رقيقا أعتقه سيده، ثم اشتغل أجيرا عند صاحب بستان، وفي ذات يوم خرج صاحب البستان مع أصحاب له إلي البستان، وقال للمبارك: ائتنا برمان حلو، فقطف رمانات ثم قدمها إليهم، فإذا هي حامضة، فقال صاحب البستان: أنت ما تعرف الحلو من الحامض، قال: لم تأذن لي أن أكل حتى أعرف الحلو من الحامض،

فقال له: أنت من كذا، وكذا سنة تحرس البستان، وتقول هذا، وظن أنه يخدعه، فسأل الجيران عنه فقال: ما أكل رمانة واحدة، فقال له صاحب البستان: يا مبارك ليس عندي إلا ابنة واحدة، فلمن أزوجها؟ فقال له اليهود يزوجون للمال، والنصارى للجمال، والعرب للحسب، والمسلمون يزوجون للتقوى، فمن أي الأصناف أنت، زوج ابنتك للصنف الذي أنت منه، فقال: وهل يوجد أتقي لله منك، ثم زوجه ابنته.

سبحان الله!! عف المبارك من رمانة من البستان، فسيق إليه البستان وصاحبته، والجزاء من جنس العمل ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ومن هذا البيت خرج عبد الله بن المبارك الذي كان يقول: لأن أرد درهما من شبهة، خير لي من أن أتصدق بمائة ألف درهم، ومائة ألف درهم .... حتي عد ستمائة ألف درهم.

والد يتنزه عن الشبهات وكذا ابنه الإمام، من كان لله كما يريد، كان الله له كما يريد، نسأل الله من فضله.

• قصة المتصدق بالدجاجة:

روى أن رجلا كان يجلس مع زوجته ذات يوم يأكلان الطعام وإذا بمسكين يطرق باب بيتهما وكان أمام الرجل دجاجه فقالت امرأته: ألا أتصدق بها على هذا المسكين؟؟؟

فقال: لها: لا اذهبي واطرديه عن الباب.

ومرت الأيام وأصيب الرجل بالفقر وكذلك طلق زوجته وبعد طلاقها تزوجت برجل آخر وحينما كانت جالسه ذات يوم مع زوجها الثاني تأكل الطعام وكان أمامهما دجاجه، طرق الباب طارق مسكين فقال لها زوجها الثاني اذهبي وتصدقي بهذه الدجاجة؟؟ فذهبت ورجعت تبكي فقال لها اتبكين لأننا تصدقنا بدجاجة قالت لا ولكني أبكي لأن السائل كان زوجي الأول.

فقال لها: أتعلمين من أنا؟؟؟؟، أنا السائل الأول.

ثانياً قصص للجزاء من جنس العمل لمن عصى الله:

• قصة الرجل الذي ذبح أباه والعياذ بالله:

هاهوَ رجلٌ كان له أبُ قد بلغَ من الكبر عتيا، وقام على خدمته زمناً طويلا ثم مله وسئمه منه.

فما كان منه إلا أن أخذه في يومٍ من الأيامِ على ظهر دابةٍ، وخرجَ به إلى الصحراْء.

ويوم وصل إلى الصحراء قال الأبُ لأبنهِ يا بني ماذا تريدُ مني هنا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>