للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلم عدو الله أن من اعتصم بالله، عز وجل، وأخلص له وتوكل عليه لا يقدر على إغوائه وإضلاله، وإنما يكون له السلطان على من تولاه وأشرك مع الله، فهؤلاء رعيته وهو وليهم وسلطانهم ومتبوعهم.

[باب المبادرة بالأعمال الصالحة:]

[*] • عناصر الباب:

• المبادرة بالأعمال الصالحة:

• ذم التسويف:

وهاك تفصيل ذلك في إيجازٍ غيرِ مُخِّل:

• المبادرة بالأعمال الصالحة:

• لله درُ أقوامٍ اغتنموا الأيام، واجتنبوا الخطايا والآثام، وصمتوا عن رديء الكلام، وصموا عن استماع الحرام، وتضرعوا للملك العَلام الحَيِّ القَيُّومِ الذي لا يَنَامُ، عساه أن يعفو عما سلف من الإجرام.

• لله در أقوام بادروا الأعمال واستدركوها، وجاهدوا النفوس حتى ملكوها، وتأهبوا لسبيل التوبة ثم سلكوها، وعرفوا عيوب العاجلة فتركوها.

• طوبى لمن بادر عُمره القصير فعمَّر به دار المصير، وتهيأ لحساب الناقد البصير قبل فوات القدرة وإعراض النصير، وتَضَرَّع إلى العلي الكبير، تضَّرُع الأسير بقلبٍ كسير، وقال: اللهم يا من لا يظلمُ الفتيل والنقير تجاوز عن الخطأ والتقصير ونجنا من دار السعير وارزقنا شفاعة البشير النذير.

وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا.

[*] قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:

(بَادِرُوا) أَيْ سَابِقُوا وَسَارِعُوا

(بِالْأَعْمَالِ) أَيْ بِالِاشْتِغَالِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ.

(فِتَنًا) أَيْ وُقُوعَ فِتَنٍ

(كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ) بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الطَّاءِ جَمْعُ قِطْعَةٍ وَهِيَ طَائِفَةٌ، وَالْمَعْنَى كَقِطَعٍ مِنَ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ لِفَرْطِ سَوَادِهَا وَظُلْمَتِهَا وَعَدَمِ تَبَيُّنِ الصَّلَاحِ وَالْفَسَادِ فِيهَا،

<<  <  ج: ص:  >  >>