للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا بد من معالجة الإرادة وتصحيح النية حتى تزكو النفس وتزول الشوائب العالقة بها التي ربما أبعدتها عما أرادت.

[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في (الطب الروحاني): " إذا كانت الهمة الدنية طبعا لم ينجح فيها العلاج فإن كانت مكتسبة بصحبة الأدنياء أو بغلبة الطبع والهوى فعلاجها قريب "

(أسباب دُنوّ الهمة:

(١) الطبع بأن تكون الهمة بطبعها دنية.

(٢) اكتساب الدنية من الوسط الاجتماعي، أو بصحبة سيئة إلى غير ذلك.

الثانية: مجاهدة النفس:

فلابد من مجاهدة النفس، ولابد من القسوة عليها حتى تحقق الغايات الطامح صاحبها إليها.

[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في (مفتاح السعادة): " لا يستطيع الإنسان أن يحقق المعالي من الأمور إلا بمجاهدة نفسه وجعلها عدوة له "

ويقول ابن رجب في (شرح حديث لبيك اللهم لبيك): " النفس تحتاج إلى محاربة ومجاهدة ومعاداة فإنها أعدى عدو لابن آدم فمن ملك نفسه وقهرها ودانها عزّ بذلك لأنه انتصر على أشد أعدائه وقهره واكتفى شرّه "

(أسباب صعوبة مجاهدة النفس:

(١) أنها عدوّ من داخل الجسد، واللص إذا كان من داخل البيت عزّت الحيلة فيه وعظُم الضرر.

(٢) أنها عدوّ محبوب، والإنسان عَمٍ عن عيوب محبوبه لا يكاد يبصر عيبه.

ويُخطئ الكثيرون عندما يظنون أن مجاهدة النفس غير متحقق في زمان كثرت شبهه، وعظمت غربته، واستفحل الشرّ فيه، وهذا خطأ بين فإن الله عزّ وجلّ لم يأمرنا إلا بما تستطيعه أنفسنا، وأيضا هناك من يخطئ على نفسه فيستأسد على نفسه فيمنعها حظوظها على الإطلاق ولا شك أن هذا غلط.

ثانياً القوة العلمية:

وهي تقوم على ركيزتين:

الركيزة الأولى: معرفة الشيء المراد تحقيقه، على أي شيء تربيها. وفي باب تربية النفس وتزكيتها هناك نوعان مطلوبان شرعا، أحدهما مطلوب طلب لزوم ووجوب والآخر مطلوب وهو من جنس المندوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>