للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونزل في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، وما بلغه في ذلك من الغضب (١) قوله تعالى {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} (سورة آل عمران، الآية:١٨٦).

(١٩) حفظ سر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) يحدث: أن عمر بن الخطاب، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله، فتوفي بالمدينة، فقال عمر ابن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر: قلت: نعم، قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي، إلا أني كنت علمت أن رسول الله قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله، ولو تركها رسول الله قبلتها.

[(٢٠) الصديق وآية صلاة الجمعة:]

(حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: بينما نحن نصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذ أقبلت عير تحمل طعاما، فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا اثنا عشر رجلا، فنزلت هذه الآية: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}. (سورة الجمعة، الآية ١١) أهـ

وقال: في الإثنىعشر الذين ثبتوا مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبوبكر وعمر (٢).

(٢١) رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ينفي الخيلاء عن أبي بكر:


(١) تفسير القرطبي (٤/ ٢٩٥).
(٢) الإحسان في تقريب صحيح بن حيان (١٥/ ٣٠٠)؛ مسلم رقم ٨٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>