للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمر بهذه الخطورة والأهمية فيه فلاح الدنيا والآخرة، ينبغي لكل مسلم عاقل أن يسعى لتحقيقه في نفسه، ويحرص على أن ينال منه حظه، فما لا يدرك كله لا يترك جله،، والعاقل من حاسب نفسه قبل أن تُحاسب، ووزن أعماله بميزان الشرع قبل أن توزن عليه، وتزيَّن ليوم العرض الأكبر، كما قال عمر بن الخطاب، الناصح البصير.

وهاك بعض فضائل الاستقامة:

(١) قد ذكر الله سبحانه فضل الاستقامة، وأنها سبيل السعادة في غير ما موضع من كتابه:

قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [الأحقاف:١٣ - ١٤].

فالله تعالى قد أثنى على أهل الاستقامة، وَوَعَدَهُم بالأجر الجزيل.

وقال: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)) [فصلت:٣٠].

لقد وعدهم الله، ووعد الله حق .. إذا ما استقاموا أن تتنزل عليهم الملائكة وهي تنادي أن لا تخافوا .. ولاتحزنوا .. وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .. فالحزن بعيد عمن استقام .. والخوف بعيد عنه .. وله البشرى ..

(٢) وأهل الاستقامة لهم الرزق الحسن قال تعالى: (وَأَلّوِ اسْتَقَامُواْ عَلَى الطّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُم مّآءً غَدَقاً) [الجن: ١٦]

وما الطريقة التي تريد الآية الاستقامة عليها سوى الطريقة التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو أول من سلك طريقة الاستقامة قدوة لهذه الأمة مستجيبا لأمر الله تعالى: ” قال تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ)) [هود: ١١٢] ” وليس ذلك وحده .. بل:(وَمَن تَابَ مَعَكَ) ” .. وطريق الاستقامة هذه تسير بعكس طريق الطغيان (وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)

يؤكد الله ذلك مرة أخرى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ) [الشورى: ١٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>