للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمن قبل الموت عنده رجاء وخوف عظيمين، أما إذا مات قالوا أن خوفه ورجاؤه ذاتي للمحبة، يرجو ربه قبل لقائه والوصول إليه فإذا لقيه ووصل إليه بالموت اشتد الرجاء له بما يحصل له بهم من حياة روحه ونعيم قلبه من الألطاف، فالرجاء بما عند الله يزداد، وعنده أعمال صالحة يريد عليها الأجر والثواب والخوف أيضاً يزيد لأن الموت قرّبه إلى النار، والقبر أول منازل الآخرة، فقد دخل إلى المرحلة الخطيرة جداً ..

لذلك لا يمكن أن تقول أن الميت تنقطع مشاعره بل يمكن أن تعظم!! مشاعرهم متضاعفة لأنهم اقتربوا إلى دار الخلد .. إلى نعيم أو عذاب .. فيمكن أن تكون بهذا في القبر فمن الآن زّود نفسك بالطاعات واترك المعاصي لتزيد عندك أسباب الرجاء وتأمن في القبر، الخوف في القبر مصيبة، إذ يخاف من سوء المطلع والذي يمكن أن يرتكس فيه إذا قامت الساعة ويدخله من عذاب الله فإذاً الآن هو الآن يشتد في العمل حتى إذا لقي الله صار طلبه للجنة وأمن الخوف ..

الكفار ما حالهم في قبورهم .. ؟

آل فرعون، فرعون وجنوده، (({النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٦] معناها أنهم الآن في قبورهم خوفهم يتضاعف كل يوم!! وهم يعرفون في أي حفرة سيقعون فكيف الآن خوفهم وذعرهم .. ؟!! نسأل الله السلامة والعافية.

وإذا وصل العبد إلى ربه ولقيه ازداد رجاؤه إذا كان محسناً لأن الأجير إذا جاء وقت الراتب ازداد رجاؤه في الذي سيحصل عليه فإذا قدم العباد هؤلاء المحسنون على الله وكلما مضى زمن كلما ازداد رجاؤهم فيما سيحصلون عليه وينتظرونه في قبورهم ((ربي أقم الساعة)) كي يرجع إلى أهله ومال لأنه فتح له باب إلى الجنة في القبر فهو يأتيه من النعيم والطيب فيقال له: ((اسكن ونم كنومة العروس لا يوقظه إلا أحب الناس إليه)).

[*] (درجات الرجاء:

الرجاء درجات، درجة أرفع من درجة، ومراتب بعضها فوق بعض:

(الدرجة الأولى:

<<  <  ج: ص:  >  >>