للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك الآية الأخرى ({وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: ٦٢]

نعم هنا ممكن ..

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن حاتماً الأصم قال ـ وكان من جملة أصحاب شقيق البلخي ـ وسأله رجل فقال: علام بنيت أمر هذا في التوكل؟ قال: على خصال أربع: علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت به نفسي وعلمت أني لا أخلو من عين الله حين كنت فأنا مستحي منه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن حاتماً الأصم يقول: من أصبح وهو مستقيم في أربعة أشياء فهو يتقلب في رضا الله: أولها الثقة بالله ثم التوكل ثم الإخلاص ثم المعرفة، والأشياء كلها تتم بالمعرفة.

[*] وأخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أحمد بن عبد الله، قال: قيل لحاتم غلام شقيق: علام بنيت علمك؟ قال: على أربع، عليّ فرض لا يؤديه غيري فأنا به مشغول وعلمت أن رزقي لا يجاوزني إلى غيري فقد وثقت به وعلمت أني لا أخلو من عين الله طرفة عين فأنا منه مستحي، وعلمت أن لي أجلا يبادرني فأبادره.

(الفرق بين الحسب والتأييد:

مسألة: هل المؤمن يكفي يكون حسباً؟ ...

الجواب: لا، لكن يكون ناصراً ومؤيداً.

أيدك بالمؤمنين .. أن يؤيدونك وينصرونك .. هذه لا إشكال فيها .. ولا تضاد التوحيد ..

ولكن إذا قلت يكفونك .. من ذا يقدر على الكفاية .. ؟ .. من الذي يستطيع أن يكون حسباً يكفي غيره كل شر من الشرور؟ .. ما يقدر على هذا إلا الله سبحانه وتعالى ..

مسألة: ما معنى ({لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى} [آل عمران: ١١١]؟

مثل أذى الحر والبرد والجوع والعطش أما أن يضره العدو بما يبلغ به مراده (يعني الشيء الذي يريده العدو فيه) لا .. يعني إذا توكلت على الله لن يضروك إلا أذى، والآية دليلٌ أوفى على أن هناك فرقٌ شاسع بين الأذى والضر.

يعني الشيء الذي لابد منه ولكن ليس على ما يشتهي ويريد العدو .. ، يعني أثر خفيف .. مثل ما يحدث لك من الحر والبرد والجوع والعطش .. ، لكن لا يستطيعون أن يبلغوا ما يريدونه ويتمنونه إذا توكلت على الله ..

(وإذا كان الله قد جعل لكل عمل جزاء من جنسه فقد جعل جزاء التوكل عليه الكفاية، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ولو كاده كل من في الأرض جميعاً .. !!

ولله درُّ من قال:

وإذا دجى ليل الخطوب وأظلمت سبل الخلاص وخاب فيها الآمل

وأيست من وجه النجاة فما لها سبب ولا يدنو لها متناول

<<  <  ج: ص:  >  >>