للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) قضاءٌ كونيٌّ: كُنْ فيكون .. إذا قضى الله بموتِ شخصٍ .. أو مرضٍ .. أو شفاءٍ .. أو غنىً .. أو فقرٍ .. أو نزولِ مطرٍ .. إذا قضاها فلا رادّ لقضائه، قضاءٌ كونيٌّ .. لا يستخلف .. لابد أن يقع .. كُنْ فيكون ..

مسألة: ما الفرق بين القضاء الشرعي والكوني؟

الفرق بين القضاء الشرعي والكوني أن القضاء الكوني لا بد فيها من وقوع المراد، وقد يكون المراد فيها محبوبا إلى الله، وقد يكون غير محبوب، وأما القضاء الشرعي فلا يلزم فيها وقوع المراد، ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا لله.

مسألة: هل إيمان أبو بكرٍ الصديق قضاء شرعي أم كوني؟

إيمان أبو بكرٍ الصديق قضاء شرعي وكوني

[قضاء كوني] لأن إيمانه وقع

[قضاء شرعي] لأنه يوافق الكتاب والسنة

مسألة: هل كفر أبي طالب قضاء شرعي أم كوني؟

كفر أبي طالب قضاء كوني لأنه وقع وإن كان ذلك لا يحبه الله تعالى لأنه سبحانه لا يرضى لعباده الكفر.

{تنبيه}: (بالنسبة للقضاء الشرعي أن يكون عندنا رضا به قطعاً و هو أساس الإسلام و قاعدة الإيمان .. لابد أن نرضى بدون أي حرجٍ و لا منازعةٍ و لا معارضةٍ ..

قال تعالى: (فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتّىَ يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمّ لاَ يَجِدُواْ فِيَ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مّمّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيماً) [النساء: ٦٥]

لكن الرضا بالمقادير التي تقع، هناك فرقٌ بين الرضا و الصبر، الرضا بالمقدور

و الصبر على المقدور ..

(الرضا درجةٌ أعلى من الصبر ..

ليس الرضا عمليةً سهلةً .. و على ذلك يُحْمَل كلام من قال من العلماء إن الرضا ليس بواجبٍ في المقدور ..

الله لم يوجب على عباده أن يرضوا بالمقدور (المصائب)؛ لأن هذه الدرجة لا يستطيعها كل العباد، و لكن أوجب عليهم الصبر، و هناك فرقٌ بين الرضا و الصبر ..

قد يصبر الإنسان و هو يتجرّع المرارة و ألم المصيبة، و يمسك نفسه و يحبسها عن النياحة و شقّ الجيب أو قول شيءٍ خطأٍ، فنقول: هو صابرٌ ..

لكن هل وصل إلى مرحلة الرضا؟!!

يعني هل وصل إلى مرحلة الطمأنينة و الرضا بهذه المصيبة؟!!

ليس كل الناس يصلون إلى هذا ..

لا يجوز لطم الخدود و لا النياحة و لا شقّ الجيب؛ لأن هذا ضد الصبر الواجب، فالرضا لم يوجبه الله على كل عباده .. لكن من وصل إلى الرضا شأنه عظيمٌ ..

[*] قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الرضا بالقضاء ثلاثة أنواعٍ:

(١): الرضا بالطاعات: و حكمها طاعةٌ ..

<<  <  ج: ص:  >  >>