للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وقال الإمام أحمد رضي الله عنه في رواية ابنه عبد الله عنه وقد سئل عن الفتوة فقال: ترك ما تهوى لما تخشى ولا أعلم لأحد من الأئمة الأربعة فيها سواه.

(وسئل الجنيد عن الفتوة فقال: لا تنافر فقيرا ولا تعارض غنيا.

(وقال الحارث المحاسبي: الفتوة أن تنصف ولا تنتصف.

(وقال عمر بن عثمان المكي: الفتوة حسن الخلق.

(وقال محمد بن علي الترمذي: الفتوة أن تكون خصما لربك على نفسك.

(وقيل: الفتوة أن لا ترى لنفسك فضلا على غيرك.

(وقال الدقاق: هذا الخلق لا يكون كماله إلا لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن كل أحد يقول يوم القيامة: نفسي نفسي وهو يقول: أمتي أمتي.

(وقيل: الفتوة كسر الصنم الذي بينك وبين الله تعالى وهو نفسك فإن الله حكى عن خليله إبراهيم عليه السلام: أنه جعل الأصنام جذاذا فكسر الأصنام له فالفتى من كسر صنما واحدا في الله.

(وقيل: الفتوة أن لا تكون خصما لأحد يعني في حفظ نفسك وأما في حق الله فالفتوة: أن تكون خصما لكل أحد ولو كان الحبيب المصافيا.

(وقال الترمذي: الفتوة أن يستوي عندكم المقيم والطارىء.

(وقال بعضهم: الفتوة أن لا يميز بين أن يأكل عنده ولي أو كافر.

(وقال الجنيد أيضا: الفتوة كف الأذى وبذل الندى.

(وقال سهل: هي اتباع السنة.

(وقيل: هي الوفاء والحفاظ.

(وقيل: فضيلة تأتيها ولا ترى نفسك فيها.

(وقيل: أن لا تحتجب ممن قصدك.

(وقيل: أن لا تهرب إذا أقبل العافي يعني طالب المعروف.

(وقيل: إظهار النعمة وإسرار المحنة.

(وقيل: أن لا تدخر ولا تعتذر.

(وقيل: تزوج رجل بامرأة فلما دخلت عليه رأى بها الجدري فقال: اشتكيت عيني ثم قال: عميت فبعد عشرين سنة ماتت ولم تعلم أنه بصير فقيل له في ذلك فقال: كرهت أن يحزنها رؤيتي لما بها فقيل له: سبقت الفتيان وقيل: ليس من الفتوة أن تربح على صديقك.

(واستضاف رجل جماعة من الفتيان فلما فرغوا من الطعام خرجت جارية تصب الماء على أيديهم فانقبض واحد منهم وقال: ليس من الفتوة أن تصب النسوان الماء على أيدي الرجال فقال آخر منهم: أنا منذ سنين أدخل إلى هذه الدار ولم أعلم أن امرأة تصب الماء على أيدينا أو رجلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>