للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قصَّر في هذا الباب خلقٌ كثير، واقتصر سلامهم على المعرفة، فمن عرفوه سلموا عليه أو ردوا عليه سلامه، ومن لم يعرفوه لم يعيروه اهتماماً. وهذا خللٌ ومخالفة للسنة.

ث-وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه من أفضل الأعمال وأجل القربات لأنه قطب الدين العظيم والمهمة التي بعث الله تعالى بها الأنبياء والمرسلين، وهو كذلك سبب خيرية هذه الأمة، وبه يحصل النجاة من الهلكة.

قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لّهُمْ مّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة: آل عمران - الآية: ١١٠]

[*] قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره:

قوله تعالى: [كنتم خير أمة أخرجت للناس] ثبت بنص التنزيل أن هذه الأمة خير الأمم

قوله تعالى: " تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " مدح لهذه الأمة ما أقاموا ذلك واتصفوا به. فإذا تركوا التغيير وتواطأوا على المنكر زال عنهم اسم المدح ولحقهم اسم الذم، وكان ذلك سبباً لهلاكهم. أهـ

وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة

(حديث معاوية ابن حيدة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أنه سمع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: في قوله {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال إنكم تُتِمُّونَ سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله.

قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:

(تُتِمُّونَ) بِضَمٍّ فَكَسْرٍ فَتَشْدِيدٍ مِنَ الْإِتْمَامِ، أَيْ تُكْمِلُونَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>