للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: كان أبو مسلم الخولاني إذا انصرف إلى منزله من المسجد كبر على باب منزله فتكبر امرأته، فإذا كان في صحن داره كبر فتجيبه امرأته، وإذا بلغ باب بيته كبر فتجيبه امرأته، فانصرف ذات ليلة فكبر عند باب داره فلم يجبه أحد، فلما كان في الصحن كبر فلم يجبه أحد فلما كان عند باب بيته كبر فلم يجبه أحد، وكان إذا دخل بيته أخذت امرأته رداءه ونعليه ثم أتته بطعامه، قال: فدخل البيت فإذا البيت ليس فيه سراج وإذا امرأته جالسة في البيت منكسة تنكت بعود معها، فقال لها: مالك؟ قالت: أنت لك منزلة من معاوية وليس لنا خادم فلو سألته فأخدمنا وأعطاك، فقال: اللهم من أفسد على امرأتي فأعم بصرها، قال: وقد جاءتها امرأة قبل ذلك، فقالت لها: زوجك له منزلة من معاوية فلو قلت له يسأل معاوية يخدمه ويعطيه عشتم، قال: فبينا تلك المرأة جالسة في بيتها إذ أنكرت بصرها، فقالت: ما لسراجكم طفئ؟ قالوا: لا، فعرفت ذنبها فأقبلت إلى أبي مسلم تبكي وتسأله أن يدعو الله عز وجل لها أن يرد عليها بصرها، قال: فرحمها أبو مسلم فدعا الله لها فرد عليها بصرها.

[وفاة أبي مسلم الخولاني رحمه الله:]

[*] قال سعيد بن عبد العزيز: مات أبو مسلم بأرض الروم وكان مع بسر بن أبي أرطاة فأدركه أجله فعاده بسر فقال له أبو مسلم: يا بسر اعقد لي على من مات في هذه الغزاة فإني أرجو أن آتي بهم يوم القيامة على لوائهم.

[*] قال أحمد بن حنبل: حُدِّثنا عن محمد بن شعيب عن بعض المشيخة قال: أقبلنا من أرض الروم مررنا بالعمير على أربعة أميال من حمص في آخر الليل، فاطلع راهب من صومعة، فقال: هل تعرفون أبا مسلم الخولاني؟ قلنا: نعم. قال: إذا أتيتموه، فأقرِئُوه السلام؛ فإنا نجده في الكتب رفيق عيسى ابن مريم. أما إنكم لا تجدونه حيا. قال: فلما أشرفنا على الغُوطة، بلغنا موته.

قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: يعني سمعوا ذلك، وكانت وفاته بأرض الروم.

[*] وروى إسماعيل بن عيَّاش، عن شُرَحْبيل بن مسلم، عن سعيد بن هانئ قال، قال معاوية: إنما المصيبة كل المصيبة بموت أبي مسلم الخولاني، وكُرَيب بن سيف الأنصاري.

سيرة الحسن البصري رحمه الله:

<<  <  ج: ص:  >  >>