للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - أشعر بنوازع ودوافع تدفعني إلى الفجور، والاستئثار بكل خير والتطلع لما عند الآخرين، وأشعر كذلك بصوت من داخلي يؤنبني على بعض ما أفكر فيه وأقوم به .. فمن أنا؟ وما الذي يحدث بداخلي؟ وكيف تهدأ أمواج الخواطر والتطلعات، وأحلام اليقظة التي تضطرم في كياني؟ [من هو الإنسان].

٥ - أشعر في بعض الأحيان وكأن هناك من يدفعني لفعل الشر، ويعمل على إبعادي عن القيام بأعمال الخير، وهذا لا يأتي إلا من عدو .. فمن هو هذا العدو؟ وكيف أتقيه؟ [من هو الشيطان؟].

٦ - أجد نفسي في كون فسيح مليئ بالمخلوقات من نبات وحيوان وجماد، فما علاقتي به، وكيف أتعامل معه؟ وهل ما أراه بعيني فقط هو الموجود في هذا الكون أم هناك مخلوقات لا أراها، فأنا لا أرى الهواء مثلًا ولكنني أشعر بوجوده!! [التعرف على الكون].

٧ - ألاحظ أن الكون من حولي يسير وفق نظام دقيق: فالشمس تُشرق في الصباح وتغرُب في المساء، والفصول الأربعة تتوالى بدقة متناهية، ودورة حياة الإنسان تسير بنظام ثابت، وكذلك الحيوان والنبات .. فهناك إذن نظام وقوانين تحكم كل شيء، فما هي تلك القوانين؟ وكيف أعرفها لأستفيد بها؟ [القوانين الحاكمة للكون والحياة].

٨ - أجد نفسي بين أبوين وأشقاء وجيران، ثم زوجة وأولاد وزملاء .. فما شكل العلاقة التي ينبغي أن أتعامل بها مع هؤلاء؟! [حقوق العباد بعضهم على بعض].

٩ - أجد الكثير من الناس حولي تائهين يسيرون في طرق متعددة، بعضهم لا يعتقد بأن هناك إلهًا للكون، والآخر يدَّعي أن إلهه فلان، وتتعدد المزاعم، ويُثيرون الشُبهات حول الإله الحق .. فلماذا لا يتَّبع الناس الحق، وكيف ندعوهم إليه؟ [لماذا لا يتبع الناس الحق؟].

١٠ - أسمع عن أُناس جاءوا إلى الدنيا قبلي ثم خرجوا منها ... فماذا كان حالهم؟ وماذا فعلوا من صواب لأقوم به، ومن خطأ فأجتنبه؟ [العبرة من قصص السابقين].

مثل هذه الأسئلة وغيرها ينبغي أن تتردد في ذهن كل عاقل يبحث عن سر وجوده، وبالإجابة عنها يهتدي المرء إلى سُبل السلام، ويعيش في سكينة وطمأنينة.

ولأن القرآن كتاب هداية فقد أفرد للإجابة عن هذه الأسئلة العشرة مساحات كبيرة فيه، وكررها في مواضع متعددة ليتم بها دوام التذكر، وفي الصفحات القادمة سيتم بمشيئة الله وعونه وفضله عرض نماذج للإجابة عن هذه الأسئلة من خلال القرآن ليستأنس بها الواحد منا عندما يبدأ عهده الجديد مع القرآن بالبحث عن جوانب الهداية فيه.

الجانب الأول للهداية القرآنية

التعرف على الخالق (من هو الله؟)

وواجبنا تجاهه (واجبات العبودية)

التعرف على الخالق من أهم جوانب الهداية، بل إنه المفتاح الذي يفتح الباب للجوانب الأخرى. وإن كنَّا نحن المسلمين قد عرفنا من هو الإله الحق - رب العالمين - فإن هذه المعرفة تحتاج إلى كثير من التفاصيل لتترسخ مدلولاتها داخلنا، فينعكس ذلك على شكل العلاقة بيننا وبينه سبحانه وتعالى.

فعلى سبيل المثال عندما يتعرف الواحد منّا على شخص ما معرفة عامة، فإن نظرته له ستكون نظرة عادية مثله مثل غيره لا تلفت انتباهه، فإذا ما اقترب منه وازدادت معلوماته عنه وعن قدراته، وخبراته وشهاداته، أو المنصب الذي يتولاه، فإن هذا من شأنه أن يزيده احترامًا وهبية وتقديرًا لهذا الشخص مما سينعكس على طريقة تعامله معه، والتي بلا شك ستختلف كثيرًا عما كان من قبل.

<<  <   >  >>