للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ} [البقرة: ٢٦٥].

ونجد في السنة كذلك أحاديث تبدأ بالتذكير بالله عز وجل وأنه يحب من عبده القيام بهذا العمل كقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه» (١).

وقوله: «إن الله يحب سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء» (٢).

وقوله: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» (٣).

فإذا قمنا إلي الصلاة في الليل نتذكر أن الله عز وجل يحب أن يسمع صوتنا ومناجاتنا ودعاءنا له، وأن هذا العمل وسيلة من وسائل نيل مرضاته.

وإذا وجدنا أذىً في الطريق نُذكِّر أنفسنا بأن الله عز وجل يحب من عباده الرحماء الذين يشفقون على خلقه، ويحرصون على دفع الضر عنهم ...

ثالثًا: التذكير بفضل العمل

النفس البشرية جُبلت على الرغبة في تحصيل أي نفع يُتاح أمامها، لذلك فمن أيسر وسائل استثارة المشاعر تجاه القيام بعمل ما: التذكير بالعائد الذي سيعود على المرء نظير أدائه له، ولقد حفلت نصوص القرآن والسنة بذكر الثواب المترتب على الأعمال لتكون حافزًا قويًّا للقيام بها.

فعلى سبيل المثال:

من الآيات القرآنية قوله تعالى في فضل الإنفاق: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٦١].

وفي فضل الجهاد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف: ١٠ - ١٢].

ومن الأحاديث النبوية في فضل ذكر الله قوله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق في سبيل الله وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم .. ذكر الله» (٤).

وقوله صلى الله عليه وسلم في فضل الإنفاق: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله عز وجل يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربى أحدكم فَلُوَّه حتى تكون مثل الجبل» (٥).


(١) حديث حسن: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٤/ ٣٣٤، رقم ٥٣١٢)، وأبو يعلى (٧/ ٣٤٩، رقم ٤٣٨٦)، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (رقم: ١٨٨٠).
(٢) حديث صحيح: أخرجه الترمذي (٣/ ٦٠٩، رقم ١٣١٩)، والحاكم (٢/ ٦٤، رقم ٢٣٣٨)، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (٨٩٩).
(٣) متفق عليه، أخرجه البخاري (٥/ ٢٢٤٠، رقم ٥٦٧٣)، ومسلم (١/ ٦٩، رقم ٤٨).
(٤) حديث صحيح: أخرجه الترمذي (٥/ ٤٥٩، رقم ٣٣٧٧)، وابن ماجه (٢/ ١٢٤٥، رقم ٣٧٩٠)، والحاكم (١/ ٦٧٣، رقم ١٨٢٥)، وأحمد (٥/ ١٩٥، رقم ٢١٧٥٠)، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي (٣/ ١٣٩، برقم ٢٦٨٨).
(٥) متفق عليه: أخرجه البخاري (٢/ ٥١١، رقم ١٣٤٤)، ومسلم (٢/ ٧٠٢، رقم ١٠١٤). والفلو: بفتح الفاء، وضم اللام، وتشديد الواو، هو الفرس أول ما يولد.

<<  <   >  >>