للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غدا فانطلق إلى الشمس معي فإنها ستكلمك بإذن الله تعالى ... إلى أن قال: فقال علي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته أيها الخلق السامع المطيع، فقالت الشمس: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا خير الأوصياء، لقد أعطيت في الدنيا والآخرة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، فقال علي - عليه السلام -: ماذا أعطيت؟ فقالت: ولم يؤذن لي أن أخبرك فيفتتن الناس، ولكن هنيئا لك العلم والحكمة في الدنيا والآخرة» (١).

وحسبي وحسبك هاتان الروايتان، وإلا صار هذا الكتاب من كتب القصص الهندية القديمة.

[المهدي]

لقد أسست الشيعة مذهبها كما سبق على مبدأ الوصاية، وأن النبي لم يمت، حتى أوصى إلى وصيه، وأن عليا لم يمت حتى أوصى إلى الذي يليه، وهكذا سائر الأئمة، فلا يُعقل على حد قولهم، أن يموت الرسول دون أن يترك وصيا على أمته.

لكن المذهب أوشك على الانهيار، بعدما توفي الحسن العسكري إمامهم الحادي عشر، ولم يوص، ولم يكن له أن يوصي، إذ لم يترك خلفا له، ولم يُعرف له ولد، حتى أن ماله قسم على أمه وأخيه جعفر، ولم يكن له وارث غيرهما. (٢)


(١) مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج ١ - ص ٢٢٠ ورواه في فرائد السمطين ج١ص١٨٥.
(٢) المقالات والفرق ص١٠٢ وقد ذكرت كتب التاريخ هذه الحقيقة، وأكدت على أنه لم يعرف للحسن العسكري ولد، وإنما اقتصرت في النقل على هذا الكتاب لألتزم بالنقل من كتبهم فقط.

<<  <   >  >>