للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: الخامس: أنّ هؤلاء الأئمة في الحديث يرون عدالة الصّحابة جميعاً, ويرى أكثرهم/ أنّ الصّحابي من رأى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مؤمناً به وإن لم تطل ولم يلزم, وهذان المذهبان باطلان, وبِبُطلانهما يبطل كثير من الأخبار المخرّجة في الصّحاح.

أمّا المذهب الأول: فلأنّ من حارب عليّاً - عليه السلام - مروح, ومن قعد عن نصرته كذلك, لأنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قد قال: ((اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)) (١) , وقال: ((لا يبغضك إلا منافق شقي)) (٢) وأقل أحوال هذا ألا تقبل روايته.

وأمّا الثّاني: فيلزمهم أن يكون الأعرابي الذي بال في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣) عدلاً بتعديل الله, ولا يحتاج إلى تعديل أحد, وكذلك


(١) هذا الحديث جاء من طريق جماعة كثيرة من الصحابة -رضي الله عنهم- منهم: علي بن أبي طالب, وزيد بن أرقم, والبراء بن عازب, وعن أبي أيوب الأنصاري, وجابر بن عبد الله, وابن عمر, وطلحة, وسعد بن أبي وقّاص, وغيرهم.
وقال الحافظ في ((الفتح)) (٧/ ٩٣): ((وأما حديث:» من كنت مولاه فعليّ مولاه)) فقد أخرجه الترمذي, النسائي, وهو كثير الطرق جداً, وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد, وكثير من أسانيدها صحاح وحسان)) اهـ.
وانظر: ((السلسلة الصحيحة)) رقم (١٧٥٠) ففيه توسّع في التخريج.
(٢) رواه مسلم برقم (٧٨) , من طريق عدي بن ثابت, عن زرّ, قال: قال عليّ: ((والذي فلق الحبّة, وبرأ النسمة! إنه لعهد النبي الأميّ - صلى الله عليه وسلم - إليّ (أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) .. ))
(٣) أخرجه البخاري (الفتح): (١/ ٣٨٥) , ومسلم برقم (٢٨٤) من حديث أنس - رضي الله عنه -.