للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتّى تضع, فلمّا وضعت جاءت بالمولود وقالت: يا رسول الله هو هذا قد ولدته, فقال: ((أرضعيه حتّى يتمّ رضاعه)) , فأرضعته حتّى أتمّت مدة الرّضاع, ثمّ جاءت به في يده كسرة من خبز, فقالت: يا رسول الله! هو هذا يأكل الخبز, فأمر بها فرجمت (١). رواه الحافظ ابن كثير في ((إرشاده)) (٢).

فانظر إلى عزم هذه الصّحابية -رضي الله عنها- على أصعب قتلة على النّفوس, وأوجع ميتة للقلوب, وبقاء عزمها على ذلك هذه المدّة الطّويلة, ومطالبتها في ذلك غير مكرهة ولا متوانية, وهذا -أيضاً- وهي من النّساء الموصوفات بنقصان العقول والأديان, فكيف برجالهم رضي الله عنهم!؟.

ومن ذلك حديث الرّجل الذي أتى إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أنّه سرق, فأمر بقطع يده, فلما قطعت قال: الحمد لله الذي خلّصني منك, أردت أن تدخليني النّار (٣) , أو كما قال.


(١) أخرجه مسلم برقم (١٦٩٥) من حديث بُرَيدة بن الحصيب - رضي الله عنه -.
(٢) (٢/ ٣٦٤).
(٣) أخرجه ابن ماجه: (٢/ ٨٦٣) , والطبراني في ((الكبير)): (٢/ ٨٦).
من طريق سعيد بن أبي مريم, ثنا ابن لهيعة, ثنا يزيد بن أبي حبيب, عن عبد الرحمن بن ثعلبة الأنصاري, عن أبيه: أنّ عمرو بن حبيب بن عبد شمس, جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني سرقت جملاً لبني فلان, فأرسل إليهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنّا افتقدنا جملاً لنا, فأمر النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقطعت يده.
قال ثعلبة: أنا أنظر إليه حين وقعت يده وهو يقول: الحمد لله الذي طهّرني منك, أردت أن تُدخلي جسدي النّار)).
قال البوصيري في ((مصباح الزُّجاجة)): (٢/ ٧٥): ((هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة)) اهـ.
وفيه أيضاً: عبد الرحمن بن ثعلبة الأنصاري, قال الذهبي في ((الكاشف)): (٢/ ١٥٩): ((يجهل)) , وقال الحافظ في ((التقريب)): ((مجهول)).