للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التّاسع: أنّ لأهل كلّ فنّ من الفنون الإسلامية منّة على كلّ مسلم توجب توقير أهل ذلك الفنّ, وشكرهم والدّعاء لهم, والثّناء عليهم, لما مهّدوا من قواعد علمهم وذلّلوا من صعوبة فنّهم, وكثّروا من فوائده وقيّدوا من شوارده, فبئس ما جزيت من أحسن إليك بارتكاب ما لا يحلّ لك, وترك ما يجب عليك.

ومن آداب العلماء: أن يفتتحوا القراءة في مجالس العلم بالدّعاء لمشايخهم (١) ومعلّميهم, وأهل كلّ فنّ هم مشايخ العالم فيه, وأدلّة المتحيّر في خوافيه.

العاشر: العجب من المعترض كيف يذمّهم (٢) وهو متحلّ بفرائد علومهم, وكارع في مشارع معارفهم, وتفسيره للقرآن مشحون برواياتهم, ومعرفته بالسّير والتّواريخ مستفادة /من أئمتهم. وما أقبح بالإنسان أن يكون من كفّار النّعم, وأشباه النَعَم! فإنْ كنت لا بد ساخراً منهم, ومستهزئاً [بهم] (٣)؛ فهلا استغنيت وأغنيت عنهم, وأنِفت أنَفة الأحرار (٤) عن الحاجة إليهم:

أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من الّلوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا (٥)

الحادي عشر: أنّ جميع أئمة الفنون المبرّزين فيها, المقتصرين


(١) انظر: ((تذكرة السّامع والمتكلّم)): (ص/٣٥).
(٢) في (س): ((يتهم)).
(٣) زيادة من (ي) و (س).
(٤) في (س): ((الاصرار))!.
(٥) البيت للحطيئة. ((ديوانه)) (ص/٥٢).