للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ أبو الخطّاب ابن دحية الكلبي (١)

في كتابه ((العلم المشهور)) (٢) ما هذا لفظه مختصراً: ((وفي هذا اليوم -يعني عاشوراء- قتل السيّد الأمير, ريحانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , سيّد شباب أهل الجنّة: الحسين بن فاطمة البتول يوم الجمعة, وقيل: يوم السّبت سنة إحدى وستّين بالطّفّ بكربلاء, وهو ابن ستّ وخمسين سنة, ولما أحاطوا بالحسين - رضي الله عنه - قام في أصحابه خطيباً, فحمد الله, وأثنى عليه, ثمّ قال: قد نزل بي ما ترون من الأمر, وإنّ الدّنيا قد تنكّرت وتغيّرت, وأدبر معروفها [وانشمر, حتّى] (٣) لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء, إلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل, ألا ترون الحقّ لا يعمل به, والباطل لا يتناهى عنه, ليرغب المؤمن في لقاء الله, وإنّي لا أرى الموت إلا سعادة, والحياة مع الظّالمين إلا برماً (٤).


(١) هو: عمر بن حسن بن علي بن الجميّل الكلبي السّبتي وساق نسبته إلى دحية الكلبي الصحابي, وطعن في هذا النسب جمهور المؤرّخين. كان علامة في عدة فنون, وله مصنفات ت (٦٣٣).

انظر: ((فيات الأعيان)): (٣/ ٤٤٨) , و ((السير)) (٢٢/ ٣٨٩).
(٢) واسمه ((العلم المشهور في فضائل الأيام والشهور)) منه نسختان خطيتان في مكتبة الجامع بصنعاء.
(٣) في ((الأصول)) و ((العواصم)): (٨/ ٤٥) , و ((الطبراني)): (٣/ ١٢٢): ((واستمرت)). والمثبت من ((مجمع الزوائد)): (٩/ ١٩٥).
ووقع في ((الأصول)): ((حين)) , والتصويب من مصادر الخبر, و ((العواصم)).
(٤) أي: سآمة وضجراً. ((القاموس)): (ص/١٣٩٤) , ووقع في ((العواصم)): ((إلا ندماً))!. وأخرج هذا الخبر الطبراني في ((الكبير)): (٣/ ١٢٢) من طريق محمد بن الحسن بن زبالة.
قال الهيثمي في ((المجمع)): (٩/ ١٩٦): ((ابن زبالة متروك, ولم يدرك القصة)) اهـ.