للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحافظ ابن كثير الشّافعي في كتابه ((إرشاد الفقيه)) (١): ((إنّه حديث صحيح)).

وروى مسلم بن الحجّاج في ((صحيحه)) (٢) من حديث أبي ذرّ ... - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((فمن وجد خيراً فليحمد الله, ومن وجد شراً فلا يلومنّ إلا نفسه)). وفي الأحاديث الصّحيحة من ذلك ما يطول ذكره, والقصد الإشارة, وقد علم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعمل ويجتهد في العبادة ويأمر بذلك, ويحترز في الحروب, ويلبس الدّروع, ويستشير في الرّأي ويدبّر الأمور, وقال - صلى الله عليه وسلم - وقد سئل عن هذه الشّبهة بعينها: ((اعملوا فكلّ ميسّر لما خلق له)) (٣) فصلّى الله عليه وسلّم لقد أوتي جوامع الكلم, (٢وجمع في اللفظ القليل متفرّقات الحكم (٤).

الفصل الثّالث: في الدّليل على حسن الاحتجاج بالقدر من غير العاصي لله تعالى على ما قدّمنا في (الفصل الأول) من الاعتبار, وعلى شريطة عدم الاحتجاج به على الجبر ونفي الاختيار, والدّليل على ذلك أنّه قد ورد في الشّرع وروداً كثيراً, فمن ذلك قوله تعالى: ((لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)) [الحديد/٢٣] فالله تعالى في هذه الآية الكريمة نصّ على حسن التّسلّي بالقدر, ولا معنى للتّسلّي


(١) (٢/ ١٨٥).
(٢) برقم (٢٥٧٧).
(٣) أخرجه البخاري ((الفتح)): (٨/ ٥٧٩) , ومسلم برقم (٢٦٤٧) من حديث علي - رضي الله عنه -.
(٤) ما بينهما ليس في (س).