للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ} تدعوهن لمجلسها {وَأَعْتَدَتْ} أعدت {لَهُنَّ مُتَّكَئاً} مجلساً للطعام؛ أعدت فيه ما يتكأ عليه من الوسائد والنمارق، أو أعدت لهن فاكهة يتكأ عليها عند قطعها؛ كالأترج مثلاً {وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ} ليوسف {اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ} فخرج {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} أعظمنه. وقيل: أكبرن: أي حضن، والهاء للسكت؛ وهو تأويل ليس بشيء {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} من شدة ذهولهن مما رأينه من جمال يوسف عليه السلام وصباحة وجهه؛ لم يشعرن بالسكاكين وقد جرحت أيديهن {وَقُلْنَ حَاشَ للَّهِ} تنزيهاً لله؛ وهو لفظ خاص به تعالى: فلا يقال: حاش لك، بل حاشاك، وحاشا لك

{مَا هَذَا بَشَراً} كسائر البشر {إِنْ هَذَآ} ما هذا {إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} وصفنه بالملكية؛ لأنه من المعلوم ألا شيء أجمل من الملك، ولا شيء أقبح من الشيطان