للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ} أي أعطى كل مخلوق ما يحتاج إليه في أحواله المعيشية، وما يناسبه من الهيئة والانسجام. أو أعطى خلقه كل شيء يحتاجون له، يفترقون إليه {ثُمَّ هَدَى} أي بعد أن أعطى كل شيء خلقه: هداه لما يصلحه؛ فترى الإنسان يخرج إلى هذه الدنيا لا يدري من أمورها شيئاً؛ فيلهم العلوم، والمعارف، والفنون، ويدرك من خواص الأشياء وطبائعها الشيء الكثير؛ مما لا يستطيع إدراكه ومعرفة كنهه بقوته الفطرية؛ وإن شئت فتأمل الحاكي «الفوتوغراف» والمذياع «الراديو» والتليفزيون، واللاسلكي، والكهرباء، وما شاكل ذلك من القوى التي ساق الله تعالى معرفتها إلى البشر بطريق المصادفة حيناً، والإلهام أحياناً؛ بل منها ما لا يدرك مداه، ولا تعرف حقيقته؛ حتى لصانعيه ومستخدميه وترى الحيوان الأعجم حين يولد: يعرف أن رجليه معدتان لحمله؛ فيقوم عليها واقفاً، وأن فمه معد للأكل؛ فيتناول به طعامه. ومن عجب أنه يعرف الطريق إلى ثدي أمه بغير مرشد ولا هاد وترى كل مولود يولد؛ إذا لم تربط سرته مات