للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} في الدنيا والآخرة؛ فلا تنال بالمال، ولا بالولد، ولا بالجاه؛ وإنما تنال بطاعة الله تعالى؛ فمن أرادها فليعمل عملاً صالحاً يؤهله لنيلها {إِلَيْهِ} تعالى {يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} وهو كل كلام يتقرب به إلى الله تعالى؛ ويدخل فيه قوله تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} فكل قول حسن؛ هو من الكلم الطيب. وكذلك قوله جل شأنه: {وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} و {الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} من أسباب العزة عندالله، وعند الناس؛ وصعود الكلم الطيب إليه تعالى: معناه أنه جل شأنه يعلمه، ويسرع بالجزاء عليه، ويحسن إلى صاحبه {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} العبادة الخالصة

{يَرْفَعُهُ} أي والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب؛ فقد يكون الكلم الطيب رياء، أو مداهنة. أو «والعمل الصالح» يرفع عامله إلى مصاف الأتقياء. وقيل: «والعمل الصالح يرفعه» الكلم الطيب. يؤيده قراءة من قرأ «والعمل الصالح» بالنصب. هذا «والعمل الصالح» غير قاصر على العبادات فحسب؛ بل يشمل سائر الأعمال والمصنوعات التي يعهد بعملها إلى الناس. قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» وما من شك أن الأعمال الصالحة المتقنة: ترفع صاحبها عند الله وعند الناس؛ فيزداد بها علواً ورفعة {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ} أي المكرات السيئات {وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} يفسد ويبطل