للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٦٩٣ - الشعبي عن زغبة السحيمي: قال: كتب إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أديم أحمر، فأخذ كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرقع به دلوه فبعث - صلى الله عليه وسلم - سرية فلم يدعو له رائحة ولا سارحة ولا أهلاً ولا مالاً إلا أخذوه، وانفلت عريانًا على فرس ليس له قشرة حتى انتهى إلى ابنته وقد أسلمت وأسلم أهلها، فلما رأته ألقت عليه قالت: مالك؟ قال: كل الشر، فأخبرها، قال: أين بعلك؟ قالت: في الإبل، فأتاه قال: مالك؟ قال: كل الشر قد نزل به، ما ترك له رائحة ولا سارحة، ولا أهلاً ولا مالاً (١)، وأنا أريد أن آتى محمدًا أبادره قبل أن يقسم مالي وأهلي. قال: خذ راحلتي، قال: لا حاجة لي فيها، فأخذ قعود الراعي وخرج وعليه ثوب إذا غطى وجهه خرجت إسته، وإذا غطى إسته خرج وجهه، وهو يكره أن يعرف حتى أتى المدينة، فلما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الفجر قال: يا رسول الله ابسط يدك أبايعك فبسطها، فلما أراد أن يضرب عليها قبضها - صلى الله عليه وسلم - فعله ثلاثًا، فلما كانت الثالثة قال: من أنت؟ قال: أنا زغبة السحيمي فتناول - صلى الله عليه وسلم - عضده ثم رفعه ثم قال: ((يا معشر المسلمين! هذا زغبة السحيمي الذي كتبت إليه كتابي فرقع به دلوه)) فأخذ يتضرع إليه، فقلت: يا رسول أهلي ومالي، قال: ((أما مالك فقد قسم، وأما أهلك فمن قدرت عليه منهم))، فإذا ابنه قد عرف الراحلة وهو قائم عندها، فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هذا ابني،

⦗٧١⦘ فقال: ((يا بلال اخرج معه فاسأله: أبوك هذا؛ فإن قال: نعم، فادفعه إليه)) ورجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما رأيت أحدًا استعبر لصاحبه، قال: ((ذلك جفاء الأعراب)). لأحمد والكبير (٢).


(١) في الأصل: ولا أهل ولا مال.
(٢) أحمد ٥/ ٢٨٥، والطبراني ٥/ ٧٨ - ٧٩ (٤٦٣٥)، وقال الهيثمي ٦/ ٢٠٥ - ٢٠٦، رجاله رجال الصحيح.