للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال البغوي: (العراف) الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق، ومكان الضالة، ونحو ذلك (١)، وقيل: هو الكاهن. والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل، وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.

وقال شيخ الإسلام: العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق - وقال ابن عباس في قوم يكتبون (أباجاد) وينظرون في النجوم: «ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق».

قال العلماء: ولا ريب أن من ادعى الولاية واستدل بإخباره ببعض المغيبات: فهو من أولياء الشيطان لا من أولياء الرحمن؛ إذ الكرامة أمر يجريه الله على يد عبده المؤمن التقي. إما بدعاء أو أعمال صالحة لا صنع للولي فيها ولا قدرة له عليها. والولي حقيقة لا يزكى نفسه، ويتظاهر للناس ويقول لهم: أنا ولي, فسادات الأولياء من الصحابة - رضي الله عنهم - لم يقولوا هذا ولم يتظاهروا به.

وما يحصل لمثل هذا المدعي للولاية وعلم المغيبات من صدق في بعض الأشياء، فليس إلا من قبيل ما يصدق فيه الكهان الذين أخبر الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، عنهم بقوله: «فيكذبون معها مائة كذبة».


(١) مما هو غير جائز.

<<  <   >  >>