للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك» وله من حديث الفضل بن العباس: «إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك».

العدوى: انتقال المرض من المريض إلى السليم، قال البيهقي وابن الصلاح وابن القيم وابن رجب وابن مفلح وغيرهم إن قوله: «لا عدوى» على الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله - تعالى -، وأن هذه الأمور تتعدى بطبعها. اهـ. ومعنى قولهم: إن اتقاء الأسباب مع اعتقاد أن الضر بيد الله جائز، كمن لا يدخل بلدًا سمع بالطاعون فيه مع أنه لا يخرج منه إذا وقع وهو فيه فرارًا منه، وكالابتعاد عن المجذوم، وذلك لأن الأسباب والمسببات كلها خلق الله لا خالق لها إلا هو - سبحانه.

ومن قوي توكله وقويت نفسه على مباشرة هذه الأسباب أو بعضها اعتمادًا على الله ورجاء منه أن لا يحصل به ضرر ففي هذه الحال تجوز مباشرة ذلك لا سيما إذا كان في ذلك مصلحة عامة أو خاصة. وعلى هذا يجعل الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أخذ بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال: كل بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه» وقد أخذ به الإمام أحمد وروي ذلك عن عمر وابنه سلمان - رضي الله عنهم -

<<  <   >  >>