للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبين الدعوة كما كان - صلى الله عليه وسلم - يفعل؛ وذلك لأن الدعوة بدون قُرَب جفاف، والقُرَب بدون دعوة تضييع، والجمع بينهما حال الأنبياء والرسل.

قال التابعي معاوية بن قُرّة (١):

((من يدلني على رجل بكّاء بالليل بسام بالنهار)) (٢).

فهو يبكي بين يدي الله تبارك وتعالى حال قيام الليل، ويضحك في وجوه الناس في النهار تألُّفاً وتحبُّباً.

وقد سُئل أبو أسامة عن الإمامين الكبيرين الفُضَيْل بن عياض وأبي إسحاق الفزاري (٣) فأجاب بما يصلح إيراده هاهنا، إذ قال:

((كان فضيلٌ رجل نفسه، وكان أبو إسحاق رجل عامّة)) (٤).

وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني (٥) رحمه الله:

((أتمنى أن أكون في الصحاري والبراري كما كنت


(١) الإمام العالم الثبت، أبو إياس المزني البصري والد القاضي إياس. أدرك سبعين من الصحابة رضي الله عنه. وله كلام حسن. توفي سنة ١١٣ وهو ابن ٧٦ سنة. انظر ((سير أعلام النبلاء)): ٥/ ١٥٣ - ١٥٥.
(٢) ((نزهة الفضلاء)): ١/ ٤٨٢.
(٣) الإمام الكبير، الحافظ المجاهد إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاريّ الشامي. كان من أئمة الحديث، صالحاً، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر. مات سنة ١٨٦ عن ثمانين سنة تقريباً. انظر ((سير أعلام النبلاء)): ٨/ ٥٣٩ - ٥٤٣.
(٤) المصدر السابق: ٢/ ٦٧٩.
(٥) الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة، محي الدين أبو محمد عبد القادر بن عبد الله بن جنكي دوست الجيلي الحنبلي، شيخ بغداد، ولد بـ ((جيلان)) سنة ٤٧١، وتوفي ببغداد سنة ٥٦١. انظر ((نزعة الفضلاء)): ٣/ ١٥٧٣ - ١٥٧٦.

<<  <   >  >>