للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والله تعالى يبين في كتابه العظيم أن الوراثة والتوريث بأمره ليس من ذلك شيء لأحد من الخلق، فهم ينتظرون مشيئته بتسليم واطمئنان، يقول تعالى قاصّاً قول نبيه موسى عليه السلام لبني إسرائيل: (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) (١) قال الأستاذ سيد رحمه الله تعالى: ((إن الأرض لله، وما فرعون وقومه إلا نزلاء فيها، والله يورثها من يشاء من عباده - وفق سنته وحكمته - فلا ينظر الداعون إلى رب العالمين إلى شيء من ظواهر الأمور التي تخيل للناظرين أن الطاغوت مكين في الأرض غير مزحزح عنها، فصاحب الأرض ومالكها هو الذي يقرر متى يطردهم منها)) (٢).

وقال تعالى:

(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) (٣) الذكر هو التوراة، والزبور كتاب نبي الله داود عليه الصلاة والسلام (٤).

وهنا يتحدث الأستاذ سيد قطب -رحمه الله تعالى- حديثاً طويلاً عن هذه الوراثة ومَن يستحقها، وأختار من كلامه قوله: "ما هي هذه الوراثة؟ ومن هم عباد الله الصالحون؟ لقد


(١) سورة الأعراف آية: ١٢٨.
(٢) " الظلال " ٣/ ١٣٥٥.
(٣) سورة الأنبياء آية: ١٠٥.
(٤) هناك أقوال غير هذه أنظرها في " تفسير القرآن العظيم ": ٥/ ٣٧٩ - ٣٨٠.

<<  <   >  >>