للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ترجمة حافة سماها ((الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر)) (١)، وكان ابن حجر يتفرّس في تلميذه السخاوي خيراً ويخصه بأشياء، وكان السخاوي من أكثر الآخذين عنه، وأعانه على ذلك قرب منزله منه، فكان لا يفوته مما يقرأ عليه إلا النادر (٢) وكان الحافظ ابن حجر يعلم شدة حرص تلميذه فيقابل حرصه بحرص أيضاً على تعليمه، ((فكان يرسل خلفه أحياناً بعض خدمه لمنزله يأمره بالمجيء للقراءة)) (٣).

هذا فيما يتعلَّق بالعلماء مع طلبتهم، أما الدعاة فقد حرص كثير منهم على توريث دعوته لغيره من الناس باللقاء معهم، وإفادتهم من تجاربه، وتوريثهم من علمه وفنِّه، وكان منهم من يخص بعض طلبته بمزيد من الاعتناء والتوجيه، وذلك متضح في سير بعض الدعاة، منهم:

١ - جمال الدين الأفغاني (٤) وتلميذه الأستاذ محمد


(١) وهي مطبوعة متداولة.
(٢) ((الضوء اللامع)): ٤/ ٦.
(٣) المصدر السابق.
(٤) محمد بن صَفْدر - أو صَفْتر- الحسيني، جمال الدين، الفيلسوف. ولد في أسعد آباد بأفغانستان سنة ١٢٥٤، ونشأ بكابل، وتلقى العلوم العقلية والنقلية، وبرع في الرياضيات. وارتحل مراراً، وساءت علاقته بالدولة العثمانية، وقصد مصر فتتلمذ له كثيرون، وصار لدعوته ضجة فيها، فنفته الحكومة المصرية، ثم عاود الارتحال الطويل. وكان عارفاً بعدة لغات، وله بعض المصنفات القليلة، وهو ممن اختلفت فيه الأنظار توثيقاً وتضعيفاً. توفي سنة ١٣١٥ رحمة الله تعالى، وانظر ((الأعلام)): ٦/ ١٦٨ - ١٦٩.

<<  <   >  >>