للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤرخ (رابوبور) إلى " أنه بعد فتح فلسطين على يد المسلمين فقد تحسن وضع اليهود على نحو ملموس وزاد نشاطهم الثقافي. ومع عهد الخلفاء المسلمين استطاعت أكاديمية طبريا أن تنتقل إلى القدس لتصبح مركز اشعاع ثقافي: فلقد جرى فيها تثبيت النصوص العبرانية للعهد القديم. وفي فلسطين تم آنذاك تأليف أجمل تراتيل الصلوات الدينية اليهودية. ولم يتعرض اليهود والمسيحيون في ارض الإسلام إلى اضطهادات ومذابح كتلك المذابح الضخمة التى جرت في الغرب ومنها المذابح الدموية العارمة ابان احتلال الصليبيين للقدس (١).

واذا كان الحال كذلك فلابد لنا من البحث عن الخلل الذى حدث لهذه العلاقه وهو بالتأكيد كان بسبب الهجمه الصليبيه الصهيونية الحديثه في عصرنا الحاضر، مما يعنى اننا يجب ان نبدأ بمحاولات للحوار مع اتباع الديانه اليهودية انطلاقاً مما ورد في ديننا الإسلامى عسى ان يساهم ذلك في اعادة بعض اليهود إلى الصواب ويعرفهم بحقيقة ديننا الإسلامى الذى يعتبر اليهودية ديانه سماوية وكيف اننا كمسلمين نجل ونقدر الانبياء جميعاً ولا نفرق بين احداً منهم، حيث يعتبر الباحثون في علم الأديان، ان الرسالات الثلاث: الموسوية- اليهودية والمسيحية- النصرانية والإسلام هي، في الواقع، متصلة بعضها بالبعض الآخر: زمنياً وتاريخياً وتسلسلياً، وجفرافياً ومناطقياً واقليمياً، عقيدة ومبادئ وتعاليم. فهي تلتقي في كثير من الشؤون والمجالات، والمبادئ والتعاليم. ويؤكد معظم الباحثين انها حلقات ثلاث في عقد واحد فريد. ومن اجل ذلك، وفي سبيل الموضوعية العلمية، لا يستطيع الباحث الجدي ان يلج عالم المسيحية والإسلام، دون الانطلاق - ولو بايجاز - من الدين اليهودي لان الولوج إلى دائرة: الكتاب المقدس من جهة، والقرآن المجيد من جهة اخرى لا يمكن ان يكون متكاملاً، متيناً وعميقاً، اذ لم يتطرق الباحث فيه إلى التوحيد الابراهيمي الذي بدأ - زمنياً وتاريخياً- مع خليل الرحمن ابراهيم المطيع لله ومع ابنيه اسماعيل واسحق ثم مع حفيده يعقوب والاسباط ابناء يعقوب. ذلك ان عقد


(١) فلسطين ارض الرسالات السماوية - روجيه جارودي - ترجمة قصي اتاسي- ميشيل واكيم - ص١٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>