للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معجزة الهية يظهر معها المسيح المنتظر الذي سيعيد بناء "هيكل سليمان " ويقود العالم نحو الخير والسلام (١).

وقد شهد اليهود في حياتهم بين المسلمين في العالم الإسلامي، اكرم حياة وعوملوا أطيب معاملة، كانت مضرب المثل لليهود في الاقطار الاخرى. وقد شهد على ذلك المؤرخون اليهود والنصارى، بالاضافة إلى المؤرخين المسلمين، فمنذ ان فتح المسلمون فلسطين، سمح الخليفة عمر بن الخطاب لليهود بالعودة إلى القدس ومنحهم قطعة ارض على جبل الزيتون لاقامة الصلوات، كما سمح لهم بعد ذلك السلطان صلاح الدين الايوبي بالعودة بعد الاضطهاد والابادة التي لاقوها اثناء الحروب الصليبية، واخيراً سمح لهم العثمانيون بالعودة إلى فلسطين بعد طردهم من الاندلس (٢).

وبعد خضوع فلسطين للحكم العثماني في اوائل القرن السادس عشر، بدأ يهود اوروبا يهاجرون اليها واقاموا في الاماكن المقدسة، القدس، طبريا، صفد، الخليل. وفي منتصف القرن الثامن عشر هاجر عدد من يهود بولندا وروسيا إلى فلسطين بسبب اضطهادهم هناك، واستقر معظمهم في صفد وطبريا حيث لاقوا تحت حكم ضاهر العمر الحماية والامن. كما لاقوا من مختلف السلاطين العثمانين المعاملة الحسنة، ثم ازداد عددهم في اوائل القرن التاسع عشر بعد ان ازداد تدفقهم من اسبانيا بسبب مظالم فرديناند الكاثوليكي وفيليب الثاني. ويسمى هؤلاء اليهود بالسفارديم أي اهل الكتاب (٣). وحين وافق السلطان سليمان عام ١٥٦٢م على تحويل مدينة طبريا إلى مدينة يهودية عارض المسيحيون، وتدخل البابا مع الصدر الاعظم لافساد المشروع ورفض العمال العرب ان يعملوا ولكن والي


(١) موقف عرب فلسطين من الهجرة اليهودية الصهيونية (١٨٨٢ ـ ١٩١٤م) - د. اسماعيل احمد ياغي - ص٢.
(٢) مجلة البحوث الإسلامية / العدد السابع ١٤٠٣هـ، ص ٢٢، تصدر عن رئاسة ادارة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد، الامانة العامة لهيئة كبار العلماء، الرياض.
(٣) موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية (١٨٩٧ ـ١٩٠٩م) - حسان علي الحلاق- ص٨٣ - الدار الجامعية/ بيروت- ط.٢ ١٩٨٠ م

<<  <  ج: ص:  >  >>