للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين فليست المشكلة مع اليهود مشكلة عقيدة ولا شريعة إنما هي مشكلة أطماع وأشياء جعلت هذا الموقف منذ العهد النبوي مع اليهود ثم في عهدنا هذا منذ بدؤوا يطمعون في أرض الإسراء والمعراج أرض فلسطين المقدسة المباركة (١).

وهكذا نجد انه ليس هناك من مبرر اطلاقاً، للاعتداء على أي قطر من اقطار العالم الإسلامي، (بسبب اضطهاد اليهود)، أو (بسبب اللاسامية)، أو (بسبب المسألة اليهودية) التي لم يكن قد وقع عليهم بسببها أي اذى في العالم الإسلامي. فلم يكن هناك اضطهاد، ولا مذابح، بفضل سماحة الإسلام والمسلمين. ولم يكن هناك لا سامية في العالم الإسلامي، خاصة في العالم العربي لان العرب هم اساس العرق السامي. ولم يكن هناك مشكلة يهودية في أي قطر عربي أو اسلامي لانهم كانوا يعاملون احسن معاملة يلقاها اخوانهم في الدين في أي بلد في العالم. وكان من الأولى ان تحل مشكلتهم عند من اوجدوها. عند اولئك الذين اوقعوا فيهم المذابح والاضطهادات، وعند الذين اخترعوا اللاسامية ومارسوها، وعند اولئك الذين اوجدوا المشكلة اليهودية. ان معذبي اليهود كانوا غربيين: الجرمان واللاسامية توجد في أمريكا وفي بريطانيا، كما توجد في كثير من البلدان الغربية ولكنها لم توجد في البلدان العربية قط (٢). وحتى قيام دولة إسرائيل عام ١٩٤٨م لم تسيطر الصهيونية على اليهود الشرقيين لانهم لم يعانوا من اللاسامية في البلدان التي اقاموا فيها (٣). ولكن انقلب بعد ذلك كل شيء، بفضل مخططات الاستعمار الغربي الذي بدأ بالتعاون مع عملائه الصهاينة ـ بافتعال القتل والحرق والدمار ضد المواطنين اليهود في البلاد الإسلامية والعربية خاصة، مما ادى وعن سابق تخطيط إلى تهجير مئات الآلوف من اليهود العرب إلى إسرائيل ليشاركوا في بناء الدولة الاسرائيلية.

يقول الفرد ليلينتال: والغريب العجيب ان يقف اليهود من العرب هذا الموقف العدائي الوحشي وهم الذين نعموا في ظل الدولة العربية الإسلامية بالسلام والرخاء، بينما يتعرضون في اوروبا لضروب الاضطهاد: لقد منحهم الإسلام الحرية


(١) علاقة المسلمين باليهود - الشيخ يوسف القرضاوي - برامج الشريعة والحياة - تقديم خذيجه بنت قنه - الأربعاء ١٧ يناير ٢٠٠٧ قناة الجزيرة
(٢) هكذا يضيع الشرق الاوسط- الفريد ليلينتال - ص٣١٤ ..
(٣) الصهيونية و إسرائيل وآسيا- ج. هـ. جانسن -ص٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>