للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحضارة ومحاولة التأثير في إعادة صياغة النظام العالمي بما يخدم مبادئهم ومصالح شعوبهم (١).

وقد نظم مركز دراسات الوحدة العربية في الفترة ٢٣ - ٢٦ نيسان/إبريل ٢٠٠١ في مدينة فاس في المغرب، ندوة "نحو مشروع حضاري نهضوي عربي" وقد شارك فيها حوالي مائة مفكر وباحث من أنحاء عربية واتجاهات وأجيال مختلفة. وقد سعت الندوة الإجابة على سؤالين: هل للعرب مشروع نهضوي انتكس ولا يحتاج إلى أكثر من استئناف أم أن الأمر يتعلق بغياب مشروع من هذا النوع وبالحاجة إلى إنشائه؟ وقد اجمل المجتمعون الأسس والعناصر التي يقوم عليها المشروع النهضوي وهي ستة: الوحدة العربية في مواجهة التجزئة، والديمقراطية في مواجهة الاستبداد، والتنمية المستقلة في مواجهة النمو المشوه والتبعية، والعدالة الاجتماعية في مواجهة الاستغلال، والاستقلال الوطني والقومي في مواجهة الهيمنة الأجنبية والمشروع الصهيوني، والأصالة والتجدد الحضاري في مواجهة التغريب (٢).

ومن الواضح ان هذه المبادئ الستة التى اجملتها الندوة كلها تصب في خانه واحدة وهى تأتى في اطار المواجهة مع الهجمة الصليبية الأمريكية الحالية التى تعمل وتخطط لعدم تمكين امتنا من تحقيق وحدتها واستقلالها الفعلى لتتمكن من استغلال مواردها في بناء مشروعها الحضارى المستقل والذي يمكن ان يساهم بايجابية في تخليص العالم من هذا الكابوس الأمريكي الظالم والمدمر.

كيف نواجه الهمجية الدونية (٣)

إن العرب والمسلمين احوج من غيرهم إلى اليقضة والانتباه إلى ما يحاك ضدهم، وقد اخترقتهم الهيمنة الاوربية اولاً والأمريكية حالياً بشعارات تجميلية ومغالطات تنميقية. فبأسم التحرير يتم التدمير والتعهير، وباسم الانسانية يتم الحصار والتجويع والتركيع للنساء والاطفال والشيوخ، وباسم حقوق الانسان تتم ابادة


(١) بين حضارة القوة وقوة الحضارة - تأليف الدكتور غيات بوفلجة-عرض/سكينة بوشلوح
(٢) نحو مشروع حضاري نهضوي عربي - تأليف عبد العزيز الدوري وآخرون -الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.
(٣) صهيونية الخزر وصراع الحضارات - وليد محمد على

<<  <  ج: ص:  >  >>