للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البروتستانت والكاثوليك، لقد وجدت أرضيه مشتركة بين البروتستانتية واليهودية لم تتحقق بين البروتستانتية والكاثوليكية" (١).

وقد بلغت مشاعر التحامل ضد الكاثوليك الايرلنديين أحياناً مبلغاً يقارب المشاعر ضد السود من حيث الشدة. بل كثيراً ما دأب الناطقون بلسان البروتستانت بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة على جعل الكاثوليك صنواً للتسلطية وبالتالي مرادفاً للدكتاتورية. ومن الكتب ذات الرواج والنفوذ في تلك الحقبة كتاب (بول بلانشارد) المرسوم بـ "الحرية الأمريكية والكاثوليكية) عام ١٩٤٩م، الذي كرر الموضوع القديم المألوف تماماً في أمريكا في العهود الاستعمارية، والذي مؤداه أن الكاثوليك كانوا يهددون بتسلم زمام الأمور ووضع نهاية للحريات الأمريكية. وفي نفس العام تحدث الأسقف ج. بروملي أوكسنام وهو من أكبر الأساقفة نفوذاً في الكنيسة الميثودية (أكبر المذاهب البروتستانتية في أمريكا) وذلك في مقابلة إذاعية عن: "التطابق اللافت للنظر بين البنية التنظيمية للحزب السياسي الشيوعي العالمي وأسلوبه من ناحية، والحزب الكاثوليكي العالمي من ناحية أخرى وكلاهما استبدادي المنحى، ويحاول كل منهما السيطرة على عقول البشر في كل مكان، وكلاهما يمارس الحرمان واغتيال الشخصية والعمليات الثأرية الاقتصادية، ولا تعرف روما ولا موسكو معنى التسامح.

وبالنسبة للتحرريين الدينيين أمثال (اوكسنام) الذين بقوا يبحثون عن عالم تسوده المبادئ المسيحية، بدت النزعة التسلطية الكاثوليكة وكأنها تهدم مثلهم العليا البروتستانتية والديمقراطية. ففي عام ١٩٥١م حاول الرئيس ترومان تعيين سفير لدى الفاتيكان، غير أن الضجة الشعبية العالية بقيادة رجال الكنيسة البروتستانتية المنتمية إلى التيار الرئيس أرغمته على التخلي عن المحاولة. وفي تلك الفترة اضطرمت مشاعر العداء وتعمقت بين الكاثوليك والبروتستانت. فعلى سبيل المثال حذرت مجلة مشيخية بعد الحرب من الزواج بكاثوليك، مذكرة من بين أمور أخرى بأن المذهب البروتستانتي وليس الكاثوليكي هو الذي دفع الناس إلى المطالبة بحكومة حرة والى الإطاحة بالطغاة. وأقرت الكنيسة الأسقفية قراراً شديد


(١) أسطورة هرمجدون والصهيونية المسيحيةـ عرض وتوثيق هشام آل قطيط ـ ص٧٦

<<  <  ج: ص:  >  >>