للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأراضي المحتلة بعد حرب ١٩٦٧م، سوف يجر إلى دمار إسرائيل ومن بعدها الولايات المتحدة، وختم (ايفانس) برنامجه بنداء وجهه للمسيحيين، يناشدهم فيه بتوقيع، بيان البركة لإسرائيل، وقال إن هذا البيان مهم بنوع خاص لأن الحرب مقبلة ـ يقصد معركة هرمجيدون ـ وعلينا أن نطلع رئيسنا ـ ريجان ـ ورئيس الوزراء ـ بيغن ـ على شعورنا نحن الأمريكيين نحو إسرائيل. وعن سبب إنتاجه لهذا البرنامج الذي أذيع فيما لا يقل عن ٢٥ ولاية أمريكية، قال ايفانس: "إن الرب أمرني بوضوح بإنتاج هذا البرنامج الخاص بدولة إسرائيل" (١). وفي سنة ١٩٨٤م جمع ايفانس توقيعات مليون مسيحي لالتماس دولي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي مجلدين مماثلين حمل ايفانس التوقيعات إلى إسرائيل وقدمها إلى شامير رئيس الوزراء. وكتب ايفانس وقتها يقول: "إن عيني شامير اغرورقتا بالدموع، وقال: إن أولئك المسيحيين يحبوننا حباً عظيماً" (٢)!

[أمريكيا قوية لأنها تقف مع إسرائيل!]

يعلن كثير من رجال الدين البروتستانت في أمريكيا، أمثال (جيم بيكر) (وكينت كوبلان) (وجيمى سواجارت) وغيرهم، من خلال الإذاعات ومحطات التلفزيون، عن تأييدهم لإسرائيل، استناداً لما ورد في الكتاب المقدس. فبناء على الفقرة الواردة في سفر التكوين (أبارك مباركيك ولاعنك ألعنه) تكوين (١٢: ٣) يرى الأصوليون ضرورة تأييد إسرائيل (الحديثة) إلى الأبد، حيث يعتقدون أن أي معارضة لمطلب صهيوني أيا كان الطلب ليست معارضة لدولة إسرائيل، بل هي ضد الرب نفسه، ومعنى هذا تزويد إسرائيل بموافقة مطلقة على العدوان العسكري على أي بلد عربي. فهذا جيمى سواجارت (٣)، الذي يعتبر من أشهر رجال الدين المسيحي في أمريكيا، يتحدث أكثر ويعمل أكثر لصالح إسرائيل، على أسس توراتية .... حيث يعتبر قيام إسرائيل ضرورة لاهوتية للعودة الثانية للمسيح. ويكشف سواجارت في برامجه ومنشوراته


(١) البعد الديني في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي الصهيوني - يوسف الحسن ص١٢٢ـ١٢٤
(٢) من يجرؤ على الكلام ـ بول فندلى ـ ٣٩٥.
(٣) قام جيمي سواجارت هذا، بعمل مناظرة دينية مع احمد ديدات، وقد قمت بتأليف كتاب بعنوان "احمد ديدات بين القاديانية والإسلام" عن هذه المناظرة وغيرها من المناظرات الأخرى التي أجراها احمد ديدات، حيث حاولت توضيح الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها مثل هذه المناظرات، ومن ضمنها، خدمة إسرائيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>