للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله والسلام الذي سيعم كافة الامم. وخلال مرحلة السبي البابلي في العراق، وهي الفترة التي يظهر أنهم بدأوا فيها بتدوين التوراة، كان اليهود قد تركوا الالتزام بدينهم وقلدوا الدول التي يعيشون فيها بعبادة الأوثان.

ولكن عندما لاحت الفرصة لليهود للعودة من السبي البابلي، انتهز هذه الفرصة عدد قليل منهم لأن الكثير من المسبيين أعجبتهم الأرض الجديدة، ولكن القلة المتشددة التي عارضت الاندماج حفظت بني إسرائيل من الاندثار (١). مما ادى إلى حدوث سقوط جديد في أحضان النزعة القبلية وعودة إلى الحرفية والتعصب بإقامة سلطة ثيوقراطية دينية قهرية كهنوتية، حيث سبق لهذه الحركة أن أطلت برأسها قبل قرن من الزمن في عهد جوزياس ولكنها أسقطت على يد الأنبياء (٢).

فعندما فرض ملك فارس (قورش) على حكام مقاطعاته احترام العبادات المحلية كي يضمن سيطرته على اتباعه المتعددى المشارب. واصدر أمر إلى الحكام الفارسيين في مصر باحترام عبادة الإله (سيت) في الدلتا، وأصدر قورش كذلك عام ٥٣٧ ق. م قراراً يسمح للإسرائيليين بإعادة بناء الهيكل وللمنفيين بالعودة إلى بلدهم. لم ير وجهاء العبريين انطلاقاً من تعصبهم العرقي في هذا الاجراء السياسي الذي يسمح بالعودة إلى ممارسة العبادات القديمة في مصر وما بين النهرين والذي ينسجم مع تقاليد الهلال الخصيب ... لم يرى وجهاء العبرين في هذا الاجراء الا ما يعنيهم ونظروا إلى قورش على أنه منفذ المشيئة الإلهية، هذا بالرغم من ان الجماهير التي بقيت في فلسطين لم تبد حماستها لإعادة بناء المعبد. فقد ورد في سفر (حجي) في هذا الصدد: "لم يحن الوقت بعد لإعادة بناء بيت يهوه". فقد كان الناس في أكواخهم القمئية يحلمون ببيوت خاصة بهم .. وعبثاً حاول النبي (حجي) أن يعدهم بأن بناء المعبد ستكفل لهم الازدهار الزراعي .. وهكذا لم يبدأ العمل في


(١) تاريخ فلسطين قبل الإسلام- مركز المعلومات الوطني الفلسطيني - http://www.pnic.gov.ps/arabic/history/palestine.html#file٤
(٢) فلسطين ارض الرسالات السماوية - روجيه جارودي - ترجمة قصي اتاسي- ميشيل واكيم - ص٩٤

<<  <  ج: ص:  >  >>