للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شديد الأهمية، سيعجل في بناء الهيكل، حيث يعتبر أن "كل يوم يمر على اليهود دون أن يبدءوا في بناء الهيكل، يعتبر وصمة عار في جبين الأمة اليهودية" (١).

وبالرغم من أن التوراة لا تأمر ببناء مساجد مشيدة، وإنما تأمر ببناء مساجد من طوب الأرض مسقوفة بجريد وعصى. "مذبحا من تراب، تصنع لي، وتذبح عليه محرقاتك، وذبائح سلامتك. غنمك وبقرك. في كل الأماكن التي فيها أصنع لاسمي ذكراً، آتي إليك وأباركك. وإن صنعت لي مذبحاً من حجارة، فلا تبنه منها منحوتة. وإذا رفعت عليها إزميلك، تدنسه. ولا تصعد بدرج إلى مذبحي، كيلا تنكشف عورتك عليه (٢). بالرغم من ذلك، فإن الرئيس (جورج بوش الابن)، وجميع أتباع طائفة الميسوديث يؤمنون، بفكرة هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل على أنقاضه، ويعتبرون أن ذلك هو الذي سيمهد لعودة المسيح الذي سيظهر بعد إنشاء هذه الهيكل المقدس ـ على حد قولهم. ويرى أصحاب هذا المذهب، أن الإسرائيليين الذين يعيشون فيما يسمونه بالأراضي الإسرائيلية المباركة، هم الجنود المخلصون الذين سيتحملون أن يكونوا في طليعة الصفوف التي تقاتل إلى جانب المسيح، حتى يتم القضاء على كل المسلمين أولا، ثم القضاء على المسيحيين غير المخلصين ثانياً.

ويرى أتباع هذا المذهب، أن الوقت قد حان لظهور المسيح منذ عام ٢٠٠٠م، وأن المسيح لن يستطيع أن يخرج إلى النور، طالما ظل المسجد الأقصى قائماً. فالهيكل المقدس لا بد أن يتم بناؤه على أنقاض هذا المسجد، وقد تبرع الكثيرون وفي المقدمة منهم (بوش) و (بلير) من أجل صنع أعمدة هذا الهيكل وتزيينه، وكذلك الانتهاء من رسوماته وتصميمه، وقد وافق (شارون) على أن يكون التصميم الأمريكي الذي وافق عليه بوش لإقامة الهيكل هو المعتمد لدى حكومته.

[المقاومة الفلسطينية]

لكي يربط البروتستانت خرافات الماضي بمآسي الحاضر التي جلبته حركة الاستيطان الصهيوني العنصري على أرض فلسطين العربية، يقولون: "وعملا


(١) المسيحية والتوراة - شفيق مقار ص٣٦٨
(٢) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة ـ أحمد حجازي السقا ص١٨٥

<<  <  ج: ص:  >  >>