للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع أن (ريغن) لم يقدم تعريفه الخاص لتعبير هرمجدون، فإن القواميس تفسر التعبير باعتباره المكان الذي ستدور فيه المعركة الفاصلة النهائية بين قوى الخير والشر، والتي سينتصر فيها المسيح المنتظر القادم من السماء على الديكتاتور الفوضوي الشيطاني وجماعته الأشرار، وليعلن بعدها العصر الألفي السعيد، حيث يمر ألف عام من السلام والسعادة، يكون الشيطان خلالها مقيداً بالسلاسل، ثم يبدأ زمن الخلود. وخلال حملة الترشيح لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام ١٩٨٠م ذكر ريغن للواعظ التلفزيوني (جيم باكر) ـ وهو ثالث أكثر المبشرين الإنجيليين التلفزيونيين شعبية في أمريكا، إذ يصل حديثه إلى ما يقارب ست ملايين عائلة يومياً أي ٦,٨% من مجموع المشاهدين ـ إلى الحاجة إلى صحوة روحية، وقال فجأة قد نكون الجيل الذي سيشهد (هرمجدون). وفي خطاب لريغن أمام مجموعة من زعماء اليهود في نيويورك، كشف عن الارتباط بين هرمجدون والشرق الأوسط، وذلك من خلال قوله أن (إسرائيل) هي الديمقراطية التابثه الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها في المنطقة، التي ستقع فيها المعركة الفاصلة الكبرى (١).

وبعد ستة أسابيع من تنصيب (ريغن) ذكر (جيرى فالويل) المؤيد الرئيس لحملة (ريغن) الانتخابية وصاحب برنامج (ساعة في أزمنة الإنجيل القديم) الأسبوعي، والذي يصل إلى ٥,٦ مليون عائلة، أي ما يعادل ٦,٦% من مجموع المشاهدين في أمريكيا، أن ريغن متفق معه حول نبوءة التوراة حول هرمجدون وأن المحرقة النووية ستقع خلال أقل من ستين عاماً، وأنه سيتم في هذه الحرب تدمير روسيا بالأسلحة النووية، وأن المسيحيين في الاتحاد السوفيتي سيبتهجون وسيصعدون إلى السماء في غمضة عين، وبهذه الطريقة سينجون من المحرقة. ويعتقد (فالويل) أن دمار الاتحاد السوفيتي سيتم عندما يتحرك نحو الشرق الأوسط وخاصة إلى إسرائيل. وفي أكتوبر (تشرين) ١٩٨٣م كشف ريجان النقاب عن أن معركة مجدو ليست فقط عقيدة لا تزال تسكن قلبه، بل إنها لا تزال تشغل باله. فقد اتصل هاتفياً مع (توم داين) من اللجنة المركزية الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة، التي هي أقوى مجموعة ضغط قوية لإسرائيل، ليوجه له الشكر على جهوده لإقناع الكونغرس بإعطاء (ريغن)


(١) النبوءة والسياسة - جريس هالسيل - ترجمة محمد السماك ص٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>